أخيرا بدأنا نشعر بنجاحات السياسة الخارجية بعد أن عشنا سنوات طويلة أسرى الفكرة الكارثية التى تؤكد انكفاء مصر الكبرى داخل حدودها الجغرافية، الأمر الذى أدى إلى خسائر فادحة فى محيطها الإقليمى والعالمى.
النجاحات التى حققتها السياسة الخارجية على المستوى العربى استطاعت حماية ثورة 30 يونيو من أعدائها الكبار الغربيين، وكان الحلف المصرى الخليجى قادرا على صد الأمواج العاتية من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها التقليديين فى أوروبا، حتى بدأ التحول الكبير غربيا والذى تمثل فى مشاركة الاتحاد الأوروبى فى مراقبة الانتخابات الرئاسية، وتقهقر الإدارة الأمريكية عن سياسة معاقبة الشعب وثورته والسماح بالمساعدات العسكرية جزئيا لحفظ ماء الوجه، فضلا على كبح التمويل الدولى لسد النهضة الإثيوبى بالمخالفة للقانون الدولى، وهو النجاح الذى أكد فعلا قوة سياستنا الخارجية.
الاتجاه جنوبا أحد عناصر نجاح السياسة الخارجية أيضا، بعد إهمال القارة السمراء طويلا لأسباب لا دخل لها بالمصلحة الوطنية، وكان من نتيجتها خسارة أسواق واعدة والسماح لإسرائيل بالتوغل فى مناطق كانت امتدادات طبيعية للقاهرة، فضلا على الأضرار البالغة التى لحقت بنا من جراء عدم التنسيق أو الاهتمام بدول منابع النيل.
الاتجاه شرقا أيضا من أبرز عناصر نجاح الدبلوماسية المصرية بعد 30 يونيو، فالزيارة التاريخية لوزيرى الخارجية والدفاع لروسيا، وإنعاش التعاون الاقتصادى والعسكرى مع موسكو وحلفائها كان تحركا من دولة تستطيع حماية مصالحها فى أقسى الظروف، وفى ظل انفجار الوضع الداخلى بفعل عدو شرس يتشعب فى القرى والنجوع وأطراف المدن تسانده قوى إقليمية ودولية بالمال والسلاح.
لكن أكثر ما يميز نجاحات السياسة الخارجية، هو حرصها على تحقيق مصالح الدولة الحيوية بالتكامل مع جميع الأجهزة والوزارات المعنية، والبعد عن الاستعراض الأجوف والضجيج الفارغ الذى يحقق شهرة ويكبد خسائر، ويضر بالموقف الرسمى للدولة.
وفق ما تحقق حتى الآن فإن السياسة الخارجية منوط بها إعادة مصر خلال سنوات قليلة قادمة إلى موقعها الإقليمى الرائد، وإلى مكانتها العالمية بإذن الله.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة