محمد فودة

محمد فودة يكتب.. «العمل» كلمة السـر من أجل النهوض بالمجتمع

السبت، 26 أبريل 2014 10:30 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تقاس أهمية الدول وتقدمها بل وتحضرها بمدى اهتمامها بالعمل وحرص أبنائها على إعلاء شأن قيمة «الإنتاج»، فلم تصل تلك الدول المتقدمة إلى هذا المستوى من الرقى والتحضر فى شتى المجالات إلا بهذه العقيدة الراسخة فى وجدان أبنائها.

فأين نحن من هذا الأمر؟.. أين نحن واقتصادنا ينهار يوما بعد الآخر ولم يتقدم ولو خطوة واحدة إلى الأمام على الرغم من مرور أكثر من 3 سنوات على ثورة أطاحت بنظام مبارك لتأتى بنظام الإخوان الذى كان أشد خطورة على البلد، بل كاد يقضى على مؤسسات الدولة بالكامل من أجل تنفيذ مخطط «خبيث» تشابكت فيه خيوط التآمر سواء فى الداخل أو فى الخارج من أجل إضعاف مصر وتفكيكها.

الكل يتباكى على الاقتصاد الذى ينهار بشكل سريع والكل يشكو من هذا الوضع الاقتصادى غير المستقر، ولكن هل سألنا أنفسنا ماذا فعل كل منا من أجل الخروج من هذا المأزق الراهن؟، هل تطوع أحد وسعى من أجل أن يبدأ بنفسه ويعطى لعمله حقه وأن يكون بالفعل شخصا منتجا؟، إن لم يكن هذا الأمر من دافع حرصه على البلد، فهل فعل ذلك من خلال إيمانه بعقيدته وإرضاء لوجه الله؟، فالأديان السماوية جميعها تحث وتحض على ضرورة العمل الجاد، فالإسلام اعتبر العمل حقا لكل مسلم وواجبا على كل من يؤمن بالله وجعل العمل الجاد من أسباب الثواب وأيضا رافدا مهما من روافد زيادة الحسنات، فقد ورد فى القرآن الكريم الكثير من الآيات التى تتناول هذا المعنى ومنها«هُوَ الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِى مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ» وقوله تعالى «وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِى الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ» كما أن السنّة الشريفة تضمنت العديد من النصوص التى تحث على العمل والكسب الحلال منها «ما أكل أحد طعاما خيرا من أن يأكل من عمل يده».. وقوله صلى الله عليه وسلم «من أمسى كالاًّ من عمل يده أمسى مغفوراً له».

وحينما أتحدث عن «العمل» فإننى لم أتحدث عن نوع محدد من العمل أو عن عمل فئة بعينها وإنما أتحدث عن جميع أنواع العمل بصفة عامة التى يقوم بها كل فئات المجتمع، نعم أى عمل يمكن أن يفيد المجتمع لابد أن نحرص عليه ونؤديه على أفضل وجه، فمصر الآن فى أشد الحاجة إلى كل يد تعمل وكل يد تبنى وكل يد يمكن أن ترسم ملامح المستقبل الذى ينتظره الملايين من البسطاء الذين «دهستهم» قسوة الحياة فى ظل تلك الأوضاع الاقتصادية المتردية التى لا ترحم أحداً.

نحن نعيش هذه الأيام فى انتظار مرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية التى بكل تأكيد ستأتى برئيس طال انتظاره ليعيد ترتيب البيت من الداخل وليعيد الهيبة والوقار إلى هذا المنصب الذى أصيب بإهانات بالغة سواء فى الداخل أو فى الخارج.

وحينما أرى هذا الحب الجارف الذى يعلو وجوه الملايين من الشعب المصرى تجاه المشير عبدالفتاح السيسى فإننى أتساءل، هل بالحب وحده وبالمشاعر النبيلة فقط يمكن التعبير عن رغبتنا فى المساندة والدعم للرجل؟ إننى أرى وأعتقد أن الكثيرين يشاركونى الرأى فى أن المساندة الحقيقية للرئيس القادم يجب أن تكون بالعمل المخلص والسعى الجاد نحو الإنتاج والمساهمة ولو بقدر ضئيل فى وقف نزيف الاقتصاد المصرى الذى ينبئ بكارثة حقيقية، إن لم تكن هناك حلول عاجلة وسريعة لهذا العجز الكبير فى موازنة الدولة بعد أن اتسعت الفجوة بين إيرادات ومصروفات الدولة بشكل ملحوظ، وللأسف الشديد فإن هذه الزيادة السريعة فى إجمالى مصروفات الدولة ترجع إلى خدمة «الديون» و«الدعم» باعتبارها أكبر عاملين فى الموازنة حيث يشكل هذان العاملان أكثر من %50 من المصروفات.

إن الخروج من هذه الأزمة الطاحنة ليس صعبا أو مستحيلا، إذا بادر كل منا وبدأ بنفسه فى إعطاء عمله حقه وأخلص فى مهنته وراعى الله فى كل مهمة يقوم بها، صدقونى ستكون النتائج إيجابية وأكثر مما نتصور، وستكون هناك طفرة حقيقية ــ إن شاء الله ــ فى الاقتصاد المصرى، وأعتقد أن ذلك سيكون أفضل بكثير من أية شعارات تفوح منها رائحة الحب وأعظم من أية مشاعر نبيلة نحملها بين ضلوعنا للمشير السيسى، فبالعمل يمكن أن نصنع المعجزات وبالعمل نستطيع أن نخطو بمصر خطوات وخطوات نحو المستقبل لتتبوأ مكانتها الرائدة بين الدول وتحتل المكانة التى تستحقها بالفعل بين الأمم باعتبارها دولة ذات حضارة عريقة تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ.

لذا أرى أن «العمل» سيكون وبكل تأكيد بمثابة «كلمة السر» فى مشروعنا القادم من أجل النهوض بالمجتمع وهو بمثابة «الشفرة» التى لن يعرف طريقة فكها إلا كل من يحب هذا البلد من قلبه حبا يصل إلى درجة العشق.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة