ماذا تقول الإدارة الأمريكية الآن بعد انكشاف «العلاقة الحميمة» بين أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة ومحمد بديع زعيم تنظيم الإخوان؟ ماذا يقول مجلس العموم البريطانى وما رد فعل حكومة ديفيد كاميرون التى تفتح تحقيقات راهنة حول مدى اتساق الإخوان والقوانين فى بريطانيا؟
نحن فى مصر وفى كثير من البلاد العربية باستثناء قطر وتونس نعلم العلاقة الوثيقة بين القاعدة والإخوان، كما نعلم كيف سعى الإخوان إلى اكتساب الخبرة القتالية وحرب العصابات فى صحارى غزة والأردن وأفغانستان وسيناء على أيدى عتاة الإجرام من مقاتلى القاعدة، وكيف استقبل تنظيم الإخوان ملايين الدولارات عبر وسطاء من القاعدة لإغراق البلاد بالسلاح غير الشرعى ولاستقطاب شباب القبائل المحكوم عليهم وعدد من الضالين الفارين من العدالة.
وهم فى الغرب يعلمون أيضا بكل اتصالات «القاعدة» والتنظيمات المنبثقة عنها مع تنظيم الإخوان وحماس وغيرهما من التنظيمات الإرهابية فى البلاد العربية، كما أن عدة حكومات غربية رعت ومازالت ترعى هذه العلاقة المشبوهة لتحقيق مشروع الفوضى الخلاقة فى المنطقة قبل أن تدخل بوارج الناتو والطائرات بدون طيار لتسوى المدن العربية بالأرض لإقامة مدن المشوهين المنبتين الذين لا أرض لهم ولا تاريخ لهم ولا ولاء لهم إلا ما يصدر إليهم من غرف التحكم الغربية.
الآن ورغم ما نعرفه ويعرفه الغرب، بدأت عدة حكومات غربية فى إجراء تعديلات على ملف الفوضى الخلاقة للمنطقة العربية، وفى الوقت نفسه لا يجد زعيم القاعدة حرجا من التحدث عن فتوحات جديدة لتنظيمه المحظور رغم مرور 13 عاما على تدشين الحرب على الإرهاب، كما لا يجد حرجا فى إعلان وتجديد دعمه لجماعة الإخوان ومنطق استخدام القوة والعنف.
الجميل أن محمد بديع وقيادات الإخوان عادة ما يأخذون موقف العروس عندما يطلبها خاطب للزواج، إذ تلتزم الصمت وكأنها خجلى، إلاّ أنها عادة لا تجرؤ على نفى التفاصيل والمعلومات التى يصرح بها، «الخاطب» أيمن الظواهرى عن دعم الإخوان.