خرج علينا اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، يوم الأحد الماضى، ليكشف لنا عن مصيبة، وثائق وتقارير خطيرة تمس الأمن القومى المصرى، تملأ ثلاث حقائب كاملة، هربها الرئيس المعزول محمد مرسى ورجاله إلى قطر، وتتضمن الوثائق والتقارير السرية حجم تسليح الجيش المصرى، وخريطة انتشاره، بجانب تقارير تخص قدرة وتسليح الشرطة، وأن المخابرات القطرية سربت هذه الوثائق لتركيا وحماس وواشنطن، وبالطبع يقينًا وصلت إلى الموساد الإسرائيلى.
وزير الداخلية كشف أن تحريات الأمن الوطنى توصلت إلى أن «مرسى» ورجاله، اتفقوا فيما بينهم على الاستيلاء على الوثائق والتقارير والمستندات ذات الصلة بتسليح القوات المسلحة وخريطة انتشارها، وتكليف القيادى الإخوانى أمين الصيرفى، بصفته كان يعمل سكرتيرًا برئاسة الجمهورية، بتهريب تلك الوثائق من داخل الخزانات الحديدية المخصصة لحفظها بقصور الرئاسة إلى أحد أوكار التنظيم، تمهيدًا لإرسالها لجهاز المخابرات القطرية.
وتمكن «الصيرفى» بنقل تلك الوثائق والمستندات إلى خارج ديوان عام رئاسة الجمهورية، وتسليمها إلى ابنته المدعوة كريمة، ولاذ بالهرب والاختفاء فى أعقاب ضبط هؤلاء المتهمين، حتى تم ضبطه فى ديسمبر الماضى، وأن تلك الوثائق تم تسليمها إلى أحد عناصر التنظيم، ويدعى محمد عادل حامد كيلانى، ويعمل مضيفًا جويًا، والذى أخفاها بدوره فى منزله بمدينة نصر، ثم هربها للدوحة بمساعدة فلسطينى الجنسية، والإخوانى إبراهيم محمد هلال، مدير قطاع الأخبار بقناة الجزيرة.
سيناريو المؤامرة القطرية اتضح، وتكشفت كل خيوطه، وأن قناة الجزيرة تلعب دورًا مخابراتيًا أخطر من جهاز المخابرات فى الدوحة، ومع ذلك ورغم مرور عدة أيام على إعلان هذه الكارثة، فإنه لم يحرك للسلطات المصرية أى ساكن، وكأن الأمر لا يعنيها، وأن قطر تمسك «ذلة» على مصر و«كاسرة عينها»، وأن كارثة بهذا الحجم إن لم تعلن القاهرة عن زلزال غضبها الآن، فما الحدث الجلل الذى سيحركها فى المستقبل؟
الأمر خطير، وصمت القاهرة مريب، ينم عن ضعف، وغياب تام لمفهوم الدولة، والانغماس الشديد فى الشأن الداخلى إلى حد الغرق!