ناصر عراق

يسألونك عن الكفاءة!

الخميس، 03 أبريل 2014 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل يتمتع الشعب المصرى بالكفاءة؟
بصياغة أخرى.. إذا تصدى أى واحد منا لإنجاز عمل ما – مهما كانت طبيعة هذا العمل – فهل سينتهى منه على أكمل وجه؟ أم أنه سينفذه بتراخٍ وإهمال، فتكون النتيجة عمل ينقصه الجودة والإتقان؟

بصراحة موجعة، فقد خاصمنا نحن المصريين فضيلة إتقان العمل، وصار كل واحد منا يؤدى ما هو مطلوب منه باستخفاف وعلى مضض، لدرجة تشى بأن الشعب المصرى كله لا يعرف شيئا اسمه الكفاءة، أو لا يدرى أن المجتمعات الحديثة تتكئ فى المقام الأول على أن يتم إنجاز العمل على أكمل وجه!

انظر حولك.. تأمل شارعك.. البيت الذى تسكن فيه.. الهيئة أو المؤسسة أو المصنع الذى تعمل به.. المواصلة التى تستقلها.. الأتوبيس.. الميكروباس.. القطار.. التاكسى.. السوق.. السوبر ماركت.. كل شىء تراه أو تتعامل معه يوميًا.. تأمله من فضلك برفق لأن الذعر سيعتريك من مستوى الانحطاط الذى بلغناه، وإذا قدر لك أن ترى دولا أخرى وشعوبًا مغايرة ستكتشف مدى البؤس الذى يغمرنا، وستعرف أن شيئا ما حدث للمصريين جعلهم يعانقون الإهمال بشكل مؤسف.

لا يقتصر الأمر عليك وعلىّ وعلى مجمل طبقات الشعب، بل أن انعدام الكفاءة طال الحكام والمسؤولين، ليس الآن فحسب، بل منذ عقود طويلة، وإلا ما كانت هذه حالنا، فالوزير والرئيس وكل من يملك سلطة شبه مطلقة لا يعرف كيف يستخدمها لمصلحة الناس، وقصارى ما يبذله – إذا كان صاحب المنصب شريفا – أن يجعل الأمور تسير كما هى، والنتيجة أمامك خير دليل.

أرجو ألا تظن أننى بهذا الكلام أدعو للتشاؤم أو أبشر بالإحباط، فهذا أمر غير وارد بالمرة، لكنى أطالب أن نبحث عن الحشرة السامة التى سرت فى شرايين المجتمع وجعلت انعدام الكفاءة شيئا معتادًا لنقتلها. وفى ظنى – إذا أردنا أن نعيد لبلدنا وجهها المضىء – أن نخصص كل طاقتنا للأجيال الجديدة.. للأطفال فى المدارس، لأننا إذا بدأنا من هنا، فيمكن أن نغرز فى هذه الأجيال الجديدة سلوكيات تقدس إتقان العمل وتعزز مفهوم التجويد، لأننا خاصمنا الكفاءة ووصلنا إلى مستوى يدعو للرثاء!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة