ناصر عراق

هل ينشئ السيسى حزبًا؟

الأربعاء، 30 أبريل 2014 09:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أظن أن من أهم واجبات المشير عبدالفتاح السيسى هو الشروع فورًا فى إنشاء حزب سياسى، لماذا؟ لأن الرجل لم يهجر المؤسسة العسكرية فحسب، بل قرر الانغماس فى العمل السياسى والمنافسة على الظفر بأرفع منصب فى الدولة.

لا ينكر دور المؤسسة العسكرية فى حماية الدولة المصرية إلا جاحد، ولا ينكر دور السيسى فى الانحياز الصريح لثورة الشعب ضد الإخوان فى 30 يونيو إلا جاهل، لكن هذا لا يبرر على الإطلاق أن يعتمد الرجل على الشعبية التى نالها بمواقفه التى انتصرت لرغبة الشعب.

إن الديمقراطية الحقيقية لا تنشأ وتستقر إلا فى وجود أحزاب سياسية تتصارع وتتنافس على الوصول إلى السلطة من أجل تنفيذ برامجها التى أعلنتها، وربحت بها ثقة الجماهير، فإذا يممت وجهك نحو الدول المتقدمة اجتماعيًا وديمقراطيًا، ستجد أن رئيسها ممثل لحزب معين، وهذا الحزب يعبر عن مصالح طبقة أو مجموعة طبقات، وأنه وصل إلى السلطة لأن الناس اقتنعت ببرنامجه الاجتماعى الاقتصادى، فمنحته أصواتها.

حتى عندنا، فقد أسست ثورة يوليو تنظيمات سياسية – لأنها ألغت الأحزاب وهذه كارثة – مثل الهيئة القومية والاتحاد الاشتراكى، وجاء السادات وأعاد الأحزاب شكليًا، وأسس الحزب الوطنى عام 1978 الذى ورثه مبارك، فلما ثار الناس ضد مبارك وحزبه، لم يبق على الساحة سوى الأحزاب القديمة المهترئة من اليمين إلى اليسار، أما الشباب الثائر فلم يفلح حتى الآن فى تأسيس حزب قوى يعبر عن مصالح الكتلة الأضخم من الشعب البسيط.

أعرف طبعًا أن السيسى إذا أعلن عن تأسيس حزب سيهرول نحوه الأفاقون والانتهازيون، ومع ذلك يجب أن يقدم على هذه الخطوة، حتى يعرف الناس موقفه السياسى والاجتماعى، وإلى من ينحاز بوضوح: الفقراء والبسطاء أم أصحاب الملايين؟ لأنه لا يمكن أن يرضى الطرفين!

سيادة المشير.. من فضلك.. اعلن عن تأسيس حزب سياسى.. قل لنا.. ما هو برنامجه بالتحديد؟ ولمن سيعمل هذا الحزب.. للعمال والفلاحين والموظفين الصغار؟ أم للرأسمالية الجشعة التابعة للغرب؟

إن ألف باء الديمقراطية تحتم أن يكون الرئيس ممثلا لحزب.. فدعنا نتعلم أبجدية الديمقراطية!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة