ناصر عراق

تفجيرات.. وكفاءات!

السبت، 05 أبريل 2014 08:34 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تؤكد تفجيرات جامعة القاهرة «الأربعاء 3 إبريل» أن انعدام الكفاءة طال حتى الأجهزة الأمنية، وأن ما كتبناه هنا قبل يومين عن أن المصريين خاصموا فضيلة إتقان العمل حقيقة مؤسفة، ذلك أنه من الصعب إيجاد أى تفسير للجرائم الإرهابية التى ترتكب كل يوم سوى أن الأمن لا يمارس مهامه بالكفاءة المطلوبة، فمنذ فض بؤرتى رابعة والنهضة، واليد السوداء تضرب بغباء فى سيناء والدقهلية والجيزة والقاهرة، وقد منح الشعب أجهزته الأمنية كل الصلاحيات لمواجهة هذه اليد وقطعها، وتحمّل حظر التجوال ثلاثة أشهر، وهى مدة طويلة، لكن للأسف الشديد أخفق الأمن فى إنجاز المهمة، برغم أنه تمادى فى التضييق على الناس، وعاد كثير من ضباط الداخلية إلى ممارساتهم القديمة أيام مبارك والعادلى وزبانيتهما، حتى فقدت حكومة حازم الببلاوى كل تعاطف، واضطرت فى النهاية إلى الاستقالة اتقاءًً لغضب الملايين!
إن مهمة الأمن الكفء تنحصر فى العمل الجاد قبل وقوع الجريمة، إذ يجب عليه أن يحتاط ويبحث ويذود عن الأشخاص والممتلكات قبل أن يتمكن الإرهابيون من الاعتداء والتفجير والقتل، لا أن يهرع فور وقوع الجريمة، ويلقى القبض على الناس «عمال على بطال» فحسب!
ما تحتاجه مصر الآن وبقوة جهاز أمنى كفء يدرك الفرق جيدًا بين البطش والحزم، ويفهم أن العمل على منع الجرائم الإرهابية هو الواجب الأسمى، دون الاعتداء على حريات الناس وحقوقهم فى التعبير عن آرائهم بشكل سلمى. أدرك تمامًا أنها مهمة صعبة، وأن جهازًا أمنيًا تأسس على عقيدة ترى أن البطش هو الوسيلة الوحيدة للسيطرة على الشعب من الصعب عليه أن يغير هذه العقيدة المشبوهة، لكن لا أمل فى مواجهة الإرهاب إلا بالعمل الأمنى الاحترافى الذى يستهدف وأد الجريمة فى مهدها فى المقام الأول.
للأسف الشديد.. لقد ابتليت مصر بآفة انعدام الكفاءة، حتى أصبحنا مضغة الأفواه فى دول العالم، ومن تمنحه المقادير نعمة السفر إلى الخارج سيكتشف بسهولة حجم البؤس الذى وصلت إليه أحوالنا فى كل شىء، وما لم نتحرك فورًا لاستعادة فضيلة إتقان العمل، فلن نهنأ بحياة آمنة أو سعيدة على الإطلاق!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة