كلما ضاق الخناق على جماعة الإخوان الإرهابية فى الداخل والخارج، زاد فشلها فى تدمير ثورة 30 يونيو ومكتسباتها، وكلما أمعن قادتها داخل السجون أو فى أماكن الإيواء بتركيا وقطر وبريطانيا وألمانيا فى التخطيط والتدمير ونشر الإرهاب، واجه الشعب، بالتنسيق مع الشرطة والجيش، محاولات تكدير السلم العام والعمليات الإرهابية بمزيد من الصلابة، وكلما مرت الأيام بخريطة الطريق من نجاح إلى نجاح، ازداد حقد «الإخوان» وأمعن قياداتها فى غيهم وشططهم، وانحرفوا أكثر وأكثر، وتسلطت عليهم رغبة واحدة.. تدمير المجتمع!
هذه الروح الانتقامية التى تسيطر على الجماعة فى الداخل والخارج، تدفعهم إلى منطقة أكثر المنظمات الإرهابية تطرفاً وعنفاً، مع «القاعدة» و«داعش» و«أنصار بيت المقدس»، ويتضح ذلك فى التهديدات بالعمليات الإرهابية التى توزعها قيادات الجماعة فى الشرق والغرب ضد البلاد العربية والغربية، من البلتاجى إلى إبراهيم منير!
وإذا كانت الجماعة الإرهابية فى طور الجنون الذى دخلت إليه، قد اعتمدت خيار «شمشون» بتدمير ذاتها وتدمير أكبر قطاع ممكن من المجتمع المصرى، والدوائر التى تعمل فيها غرباً وشرقاً بعد فشل مشروعها، فالحل الوحيد لهذا السرطان المدمر هو «العزل السياسى» لمدة خمس سنوات على الأقل، حتى تستطيع القيادات الشابة فى هذه الجماعة أن تحاكم قياداتها، وأن تبعدهم عن العمل السياسى، وأن تعيد صياغة مثياق ومنهاج عمل الجماعة لتتحول إلى العمل فى النور على أساس الدستور والقانون، مع احترام مؤسسات الدولة، ومع اشتراطات تضرب على أيدى أى عضو ينحرف بسياسات موقعة لصالح الجماعة وتنظيمها الخاص مجدداً!
هذا الكلام لمصلحة المصريين جميعاً، سواء من قاموا بثورة 30 يونيو، وهم الأغلبية الكاسحة، أو حتى الأعضاء الذين توارثوا عضوية الجماعة دون أن يكون لهم خيار التفكير والانسلاخ منها، أو الذين توسموا فيها خيراً ورشداً واقتراباً من دين الله، ووجدوا أنفسهم متورطين فى ممارسات الجماعة وأسرى لدعايتها المغرضة.
لابد لجماعة الإخوان وقياداتها القديمة الإرهابية والمنحرفة والشيطانية أن تعزل فى مستعمرات مثل مرضى الجذام حتى يبرأ المجتمع من شرورهم، وعسى أن يغفر الله لهم، وأن يعفو عنهم فى جرائمهم ضد المجتمع والدولة والأزهر والكنيسة، وضد قيم الإسلام السمح.