كريم عبد السلام

فتنة أسوان تكشف العورات

الثلاثاء، 08 أبريل 2014 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لست من أنصار تحميل جماعة الإخوان الإرهابية كل المسؤولية عن فتنة أسوان بين قبيلتى الهلايل والدابودية، وإن كنت بالطبع لا أبرئها من إثم إشعالها، لكن الأهم من وجهة نظرى أن هذه الفتنة الدامية قد كشفت مجموعة من الثغرات الكبيرة فى منظومتنا الأمنية والاجتماعية تحتاج إلى علاج فورى، على المستوى الأمنى والتنموى والأخلاقى أيضا.

كشف معركة الهلايل والدابودية بعمق فوضى الانفلات الأمنى الذى أدى إلى ازدهار تجارة السلاح غير الشرعية، الراسخة أصلا فى الصعيد والتى تعتبر إحدى ركائز الثقافة المجتمعية هناك، فلا يوجد بيت غنيا كان أم فقيرا لا يملك قطعة أو أكثر من السلاح، ونوعية السلاح تحدد مدى المستوى الاجتماعى لهذا البيت أو تلك العائلة.

بعد ثورة 25 يناير تدفق السلاح رخيصا من ليبيا والسودان استغلالا لحالة الفراغ الأمنى، وبدلا من أن تصبح العشائر والقبائل عونا للدولة، يدرك شيوخها وكبارها الخطوط العريضة للمصلحة الوطنية، عمل كل منهم لنفسه وعصبيته وعائلته وقبيلته، فامتلك الأفراد الأسلحة المضادة للطائرات والدروع وأصبح الأطفال يلهون فى الشوارع بالسلاح الآلى، واتخذ الفخر الشخصى والغضب الشخصى طابعا عنيفا استعراضيا مسلحا ودمويا!

وفى ظل الانشغال بمواجهة الإرهاب فى سيناء والعاصمة والمدن الكبرى زادت عزلة الصعيد وكأن محافظاته قد تركت لشأنها، وللحلول الفردية والعشوائية ورافق ذلك تعثر عمليات التنمية التى تعطى أملا وترسخ احترام القانون، وانكسار هيبة الشرطة التى كانت حائط الصد الأول لمنع تهريب السلاح أو استخدامه بإفراط.

ما فات الدولة وحكوماتها المتعاقبة أن تستغل كل عناصر قوتها لاحتواء عمليات التسليح المتعمدة للمناطق الرخوة والأطراف، وفى مقدمة ذلك لتوظيف التوعية الدينية وعناصر الثقافة والخطاب الإعلامى للملمة أطراف الدولة وحشد الطاقات حول هدف ومشروع وطنى، يجعل الهوية الفردية تذوب فى الهوية العامة، ويقوى جهاز المناعة للبلد، وهو جهد لا تستطيع أى أجهزة أمنية مهما بلغ تسليحها ونشاطها المعلوماتى وقدرتها على تنفيذ مهام الاحتواء المسبق للإرهاب والعنف!

هل وعينا الدرس؟ وهل نتحرك على أصعدة متوازية تبدأ بمجال الفتنة وتتجاوزه إلى المناطق المرشحة للانفجار؟ أتمنى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة