بالرغم من أننى لا أفضل كثيرًا استخدام كلمة «المؤامرة» فى الشأن المصرى، وما يحدث لنا منذ 25 يناير 2011 وحتى الآن، فإننى أشم بالفعل رائحة مؤامرة كبرى، لكن ليست بأيد خارجية، بل هى بأيد داخلية، وأغلب من يديرها هم من المصريين الذين شربوا مياه النيل، سواء من يحمل لقب مصرى نوبى أو هلايل مصرى، فالجميع يستعرض عضلاته على الدولة، ويستقوى بما لديه من سلاح ورجال وقبلية على دولة فقدت توازنها فى 18 يومًا، منذ أن مُنيت وزارة الداخلية بكل أجهزتها بهزيمة نكراء على يد الجماعات المسلحة من الإخوان وحماس وبعض مراهقى يناير، وهذا الانهيار الذى استغل ليس لتحقيق الحرية، بل لزرع الفوضى والفتن داخل الوطن والمواطن، وهو ما حدث. فعبر أكثر من 3 سنوات، ومنذ هوجة يناير، وما أعقبها من حكم المجلس العسكرى، ثم جماعة الإخوان وعزل محمد مرسى بعد 30 يونيو 2013، وهناك مجموعة من المصريين تضم الإخوان ومن يحالفها، وبعض أعضاء 6 إبريل، والثوريين الاشتراكيين، ومراهقى هوجة يناير يحاولون حرق البلد، خاصة بعد عزوف الملايين من أبناء الشعب عن كل فعالياتهم، فلم يعد أحد يهتم بحبس الإخوان، أو أحمد دومة أو أحمد ماهر أو محمد عادل، ثلاثى 6 إبريل، والفوضويين الجدد، وهو ما أصاب أتباع هؤلاء بالصدمة من الهجوم الشعبى عليهم، ورفض ألاعيبهم ومظاهراتهم.
ويبدو أن تلك المجموعات لم تيأس، حيث بدأوا فى إشعال النار فى الجنوب المصرى من خلال زرع نار الفتن بين القبائل، مستخدمين الحملات الانتخابية لكل من المشير عبدالفتاح السيسى، وحمدين صباحى، لبدء عملية فصل الجنوب، وهو ما حدث بين قبيلتى الدابودية وبنى هلال فى السيل الريفى فى أسوان من مجازر بين القبيلتين، والمستمرة حتى الآن بالرغم من فرض هدنة بينهما لمدة 72 ساعة، لكن هناك من يلعب فى التفاصيل من النوبيين، خاصة من يعيشون خارج البلاد، فهم من يتمنون انفصال الجنوب، لهذا ظهر السلاح بكل صوره، ووجدت القبائل النوبية والعربية فى الجنوب من يمولها بالسلاح والمال، ويشعل نار الفتنة، مستغلين حالة الضعف العام للأجهزة الأمنية، ولولا تدخل الجيش الآن فى الأزمة الطاحنة والدموية بين قبيلتى الدابودية وبنى هلال لتحول الجنوب إلى بركة من الدماء.
عبد الفتاح عبد المنعم
مؤامرة انفصال الجنوب بدأت بجريمة قبيلتى الدابودية وبنى هلال
الأربعاء، 09 أبريل 2014 12:02 م