ليس من طبع الكاتب أن يسطر بقلمه فيما يتعلق بصناعة السينما أو النقد المسرحى أو التذوق الموسيقى أو فى الفنون التشكيلية فى حين أنه لا يخفى حبه لهذه الفنون مجتمعة وللكتابة الأدبية عنده فضل ومكانة ولعل هذا هو الباعث الحقيقى وراء الأفكار التى دفعت بالسطور التالية لتكون محطا لتركيز القارئ وفهمه لا مجرد جمل تمر أمام العين بلا دافع للتفكر أو قل هى شىء من مكاشفة قد تثير نهم بعض من الدراسين أو الباحثين فى علوم النفس البشرية، وبمنتهى الهدوء يكشف الكاتب أما قرائه أنه طالما تمنى فى طفولته ومراهقته أن يتحول إلى مصاص دماء «دراكولا» على أن يمتلئ قلبه المتوقف عن النبض بالخير تجاه الأخيار وأن تفيض قسوته تجاه شرار الناس ولم لا طالما أن هذا المخلوق يستطيع أن يعيش مئات السنين أو حتى ألوفها ينهل من كنوز المعارف الإنسانية وتطورها محتفظا بشبابه الدائم وجاذبيته الطاغية بل وكما يبدو ثراء فاحش يسكنه القلاع ويملكه فاخر المركبات، إضافة إلى أنه سيعيش على دماء الطغاة والمجرمين ويدافع عن أفاضل البشر والمظلومين، ثقافة دراكولا مصاص الدماء هى ثقافة شديدة الرواج فى الغرب ولها أفلامها ومعجبوها وأصبحت جزءا من رائجات صناعة السينما ولها من المبدعين والمخرجين المتخصصين من ذاع صيتهم وزادت شهرتهم بمثل هذه الأفلام، ولكن ما أصل قصص مصاصى الدماء؟ وهل يوجد مصاص دماء حقيقى بالفعل؟ لكى نجيب على هذا الأسئلة نحتاج إلى أن نعود إلى ماض يزيد قليلا عن 100 عام بالتحديد فى نهايات القرن التاسع عشر لنعرف من أين بدأت القصة، التى تحولت إلى ثقافة راسخة فى عالم الأدب السينمائى؟، ففى نهايات القرن التاسع عشر كان هناك مسرح يعانى من كساد شديد فى زواره، وأوشك كاتب مسرحى وصحافى بالديلى تلى جراف واسمه «برام ستوكر – Bram Stoker» على الإفلاس، فكان يقضى الساعات والأيام الطوال فى المسرح كئيباً مهموماً، وذات يوم بينما هو جالس فى مسرحه يحاول البحث عن حل يخرج مسرحه من هذا الركود، سمع أحدهم يصرخ بالخارج أنهم قبضوا على رجل عجيب الشكل يشرب الدماء البشرية، فتعجب «برام ستوكر» وبدأ فى البحث عن أصل هذه القصة، فوجد أنهم بالفعل قبضوا على رجل مريض بمرض نادر ناتج عن نقص مادة البروفيرن فى الدم التى تمد الجسم بحاجته من الحديد حتى أنهم سموا هذا المرض «البورفيريا – Porphyry» وتكون أعراض هذا المرض عجيبة مثيرة للخوف والاشمئزاز، إذ أن المريض يكون لونه شاحباً، وعينيه غائرتين، لا يحتمل ضوء الشمس، لذلك يفضل العيش فى الظلام دوماً، يكره الماء بصفة عامة خاصة الماء الجارى، والأخطر من هذا كله أنه يشعر بألم شبه مستمر فى المعدة ولا يرتاح إلا إذا نزل فى معدته بعض الدماء، وعليه قام المقبوض عليه بجريمة قتل، طمعاً فى شرب دماء الضحية، ولم تمر القصة على «برام ستوكر» مر الكرام.. فأخذ ينظر إليها على أنها الحل للخروج من هذه الأزمة التى يعانيها مسرحه، يرى البعض أن «ستوكر» قد استلهم قصته عبر» ڤلاد «المخوزِق، الأمير الترانسيلفانى من القرن الخامس عشر والمعروف أيضا بفلاد الثالث ودراكولا والاشيا الذى عُرف بدمويته الشديدة، إذ كان يقوم بأسر جنود الاحتلال الأتراك ويصحبهم إلى قبو قصره ويقوم بتعذيبهم، بل التلذذ والاستمتاع بتعذيبهم.. كان هذا الكونت اسمه.. «دراكيولا – Dracula»، وقد أسهب البعض فى ذكر دمويته غير المسبوقة طبقا لروايتهم، إلا أن هذا الرومانى الدموى على الرغم من دومويته يعتبر بطلاً قومياً لدى شعبه آنذاك، حيث سبب الكثير من الهزائم للأتراك، ويُقال أنه كان يستخدم الخازوق لتعذيب، الأسرى، ويعلق جثثهم فى الطريق إلى القلعة، وبفكرة إبداعية يبدأ «برام ستوكر» بالربط بين الكونت عاشق الدماء – الكونت دراكيولا – ومريض شرب الدماء، لتخرج إلى الوجود قصة من أشنع القصص الروائية. قصة الكونت «دراكيولا» مصاص الدماء، قام «ستوكر» بالطبع بمعالجة القصة بإسلوبه، إذ استغل قصر الكونت ذى التاريخ الدموى ليجتذب إليه الكونت الضحايا، وجعل ضحايا الكونت ينهضون من موتهم ليتحولوا بدورهم إلى مصاصى دماء كما جعل الكونت يتأثر بالرموز المسيحية المقدسة، كالصليب والإنجيل والماء المقدس وأيضاً يتأثر بالثوم والفضة وقد ذهبت بعض التفسيرات فى تطرقها إلى أن الأصل فى الرجل الملعون أو «الميت الحى» هو يهوذا الاسخريوطى التلميذ الخائن للسيد «المسيح» عليه السلام فهو الملعون من السماء لأنه سلم مبعوثها ويكره الفضة لأنه فى حياته البشرية قبلها رشوة لتسليم «المسيح» فلعن من بعدها كما أنه حرم من نور النهار الذى فضل أن يشنق نفسه على شجرة بعد انتهائه ولذا فضوء الشمس يسبب له الأذى لهذا ينام نهارا فى تابوته الشنيع ويستيقظ ليلا ليبحث عن ضحاياه، كما أنه منتحر أى رفض الأمر الإلهى بتحريم الانتحار وعليه سيظل ميتا حيا تصاحبه اللعنة بلا عفو.
قام «ستوكر» بصياغة القصة بأسلوبه، وأعلن عنها، وقام باختيار الممثلين المناسبين للقصة، ليبرعوا فى أدائهم ولتزداد أرباح مسرح «ستوكر» فى فترة قياسية ليتجاوز الرجل محنته، وينسى أمر «الكونت دراكيولا» بالكلية، ويتفرغ لمؤلفاته الأخرى غير متصور مدى الشهرة التى ستنالها تلك الشخصية التى كتبت حولها 1000 رواية وأنتج عنها حوالى 200 فيلم.
ولكن يبق السؤال: هل يوجد مصاص دماء حقيقى؟
أو قد يكون السؤال الأكثر إلحاحا على ذهن القارئ الآن «انت عاوز ايه؟! وما علاقة هذا بالسياسة؟!»
حسنا فى الواقع أنا «بفسحك شوية» أى آخذك إلى مناطق أودّ الحديث عنها فى اللحظة الآنية حتى وإن كنت عزيزى القارئ غير مستعد لذلك أو على أقل تقدير لم تسأل فيها أصلا أو اشتريت هذه الصحيفة وتتابع موقعها أو كتابات هذا الكاتب لأنه يكتب فى السياسة.. ممكن أرد؟! «اشمعنى السيسى يا أخى!!!»
1 - ألم يُسأل السيسى من 20 مذيعا ومذيعة «بما فيهم إبراهيم ولميس» ولم يجب على كثير منها بل أو أجاب فى مناطق أخرى ؟!
2 - أليس السيسى مواطنا مصريا وأنت والكاتب أيضاً مواطنين مصريين أو قل بعبارة جامعة «كلنا بشر وولاد تسعة»
3 - أليس من حقك وحق الكاتب والجميع أن يسمعوا إجابات شافية عن كل الأسئلة؟! «لو بتحب السيسى أوى ما تعملش زى الإخوان» والعياذ بالله «ما تتشنجش لو سمحت، إحنا بنتكلم بالعقل»
4 - الكاتب مؤيد للسيسى لكنه غير معجب بمسألة عدم إجابة السيسى عن كثير من الأسألة
5 - الكاتب مؤيد للسيسى ولم يعجب بعصبيته المبالغ فيها أحيانا ولا هدوئه أو حنوه المبالغ فيه أحيانا
6 - الكاتب مؤيد للسيسى ويصدق السيسى ولكنه يريد أن يعتقل المسؤول عن الـ PR الخاص بالسيسى لأنه يضره بجسامة
7 - الكاتب لا يستطيع أن يصمت أو أن يأتى يوما تكبل حريته فى التعبير لأنه اقترب من السيسى بالنقد «بعض الزملاء العرة طلبوا من السيسى صراحة تكبيل بعض الحريات الإعلامية وأظن انه احتقرهم»
8 - الكاتب طلب صراحة أن يجرى حوارا مع السيسى قبل الفوز وآخر بعد الفوز
9 - يظن الكاتب أن الفرصتين قد ضاعتا منه بعد كتابة هذا المقال ونشره
قولى.. اتفسحت؟! إن شاء الله تكون مبسوط
صحيح الجزء الأول من المقال له ارتباط وثيق الصلة بواقعنا السياسى.. هذا إن أردت التأمل «أقولها لك مبتسما»
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ميدو
مصر
#هنكمل_حلمنا
عدد الردود 0
بواسطة:
رضاك يالله
فعلا فل نكن صادقين مع أنفسنا
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
الر رقم 3 - قلتى كل اللى جوايا وزيادة .. تسلمى ..