من المعلوم بالضرورة، أن من حق أى منافس فى أى ميدان، سياسيا كان أم رياضيا، أن يستغل نقاط ضعف منافسه ليوجه له ضربات حقيقية، ليحسم صراعه بالفوز، بشرط أن تكون الضربات قانونية، وفى إطار شرعى شريف.
بعض المنافسين، لا يلتزمون بالقانون، ويوجهون ضربات لخصومهم من تحت الحزام، واضعين فى اعتبارهم حسم المعركة بأى وسيلة كانت شرعية أو غير شرعية، وفى الغالب هؤلاء يخسرون أكثر مما يربحون، وينصرف عنهم جمهور كبير.
مباراة الانتخابات الرئاسية، بين المتنافسين المشير عبدالفتاح السيسى، وحمدين صباحى، بدأت تأخذ منحى بعيدا عن مسارها القانونى والقيمى، خلال الساعات القليلة الماضية، وأتوقع أنها ستزداد سخونة كلما اقتربت ساعة الحسم أمام الصناديق، حيث بدأ حمدين صباحى، فى التصعيد ضد منافسه، وإلصاق اتهامات من عينة أنه امتداد لنظام مبارك، وأدى التحية العسكرية للرئيس المعزول محمد مرسى، فى الوقت الذى كان هو يهاجم ويعارض الإخوان فى الشارع.
حملة السيسى، أصابها الدهشة من رؤية صباحى، وطرحت سؤالا، هل لو نجح حمدين صباحى ووصل إلى مقعد الحكم، سيرفض الفريق صدقى صبحى وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة أن يؤدى له التحية العسكرية؟ وإذا حدث ما هو رد صباحى حينها؟.
الحقيقة أن صباحى وحملته يذهبون برؤياهم إلى أبعد نقطة، ولا يدركون - وهنا خطأ - أو يدركون - وهنا خطيئة - أن أى تصريحات أو طرح سيحسب عليهم عند الوصول لسدة الحكم، فهجومهم ضد السيسى لأنه أدى التحية العسكرية لمحمد مرسى، هو بمثابة تدشين خارج القواعد الحاكمة المنظمة للعلاقة بين المؤسسة العسكرية ورئيس البلاد، خاصة لو كان مدنيا، ومن ثم لا يمكن قبول اللعب فى هذه المنطقة.
حمدين صباحى، رجل بارع فى الخطابة، (وببساطة كده) يمكن لك أن تطلق عليه تاجر كلام شاطر فهو متمرس على الخطابة منذ كان طالبا، لكن تاجر أفعال كسلان، أما السيسى، فهو تاجر كلام كسلان، إنما تاجر أفعال شاطر جدا، ومصر منذ 3 سنوات ونصف السنة أرهقها تجارة الكلام، وتحتاج تاجر أفعال.