حتى نتذكر من ساهموا فى صنع بهجة جماعة الإخوان، وأعطوا حقنة الحياة لها، أعيد نشر هذا المقال الذى كتبته قبل أسابيع:
تأملت الصورة، قادتنى إلى البحث عن ألبوم كامل للصور عن الحدث الذى شهدته القاهرة يوم 22 مايو 2011، كان الحدث هو افتتاح مقر جماعة الإخوان فى المقطم، بعد أن ظل سنوات طويلة فى «المنيل مقرًا»، وفى «السياسة حظرًا» وكان الافتتاح بعد أشهر قليلة من ثورة 25 يناير التى فرضت واقعًا سياسيًا جديدًا، من أهم معالمه وجود «الجماعة» بقوة فى المشهد السياسى، وتصورات متفائلة عن أننا فى الطريق إلى أحزاب جديدة مؤثرة غير تلك التى تعفنت أيام زمن مبارك.
الصور تشهد على الأحضان الدافئة التى جمعت بين محمد بديع، مرشد الجماعة، وعشرات الشخصيات السياسية، أبرزهم عمرو موسى «كان لا يزال أمينًا عامًا للجامعة العربية»، والدكتور عبدالجليل مصطفى، والدكتور عبدالعزيز حجازى، والمهندس يحيى حسين عبدالهادى، والدكتور رفعت السعيد، وسامح عاشور، وجورج إسحق، وفؤاد بدراوى، والدكتور عمرو الشوبكى، والدكتور أسامة الغزالى حرب، وحمدين صباحى، والدكتور محمد أبوالغار، ومن الحكومة اللواء منصور العيسوى، وزير الداخلية وقتئذ، وفى الحدث برقية تهنئة من المجلس العسكرى بافتتاح المقر، وبرقيات مماثلة من الحكومة.
لم يتخلف قادة الأحزاب ورموز سياسية عن مشاركة «الجماعة» فرحتها بمقرها الجديد، وبلغ عدد المشاركين «ألف شخص» كانوا خليطًا من الإخوان والقوى السياسية الأخرى.. كانت الإشادة بدور الجماعة «الوطنى» هو ما ذكره الجميع، وبجهد بحثى بسيط سنجد كمية هائلة من تصريحات الإشادة تملأ صفحات كاملة لأى جريدة، والسؤال: هل يستوجب الوضع الحالى إدانة هؤلاء؟، سيقول البعض إنها مناسبة سياسية ليس شرطًا أن ترتب مواقف تستوجب إدانتهم، لكن أليس الحضور فى حد ذاته اعترافًا منهم بـ «الجماعة» رغم تاريخها السابق؟
فلنترك الصور بدلالتها إلى المواقف العملية التى لا يقترب منها البعض لأغراض خبيثة، وتعبير عن «الحول السياسى» الذى يعيشون فيه، أبرز هذه المواقف يأتى من الفريق أحمد شفيق وقت أن كان رئيس وزراء فى أثناء الثورة وبعدها لأسابيع، فماذا فعل مع الإخوان؟
فى حوار له على فضائية «سى بى سى» أجراه خيرى رمضان ومجدى الجلاد، وكان فى مسلسل حوارات «القناة» مع مرشحى الرئاسة، قال «شفيق» نصًا: «الإخوان كانوا تحت الأرض، وأفرجت عن خيرت الشاطر وحسن مالك وقت رئاستى للحكومة، كان عندى عماد الدين أديب عشان أكلمه فى موضوع أن يكون معى وزيرًا للإعلام، وتحدث معى عن الاتنين، وعلى الفور تحدثت إلى النائب العام، وقلت له هات لى جواب بالإفراج عنهم، وأنا كنت مرجح إن قضية غسيل الأموال مدبرة لهم».
هبت القاعة بالتصفيق تحية لكلام «شفيق»، ولا يتحدث مرضى «الحول السياسى» الآن عن أن «شفيق» منح صك البراءة لـ«الشاطر» و«مالك» بقوله: «إن قضية غسيل الأموال كانت مدبرة لهما»، وبالطبع لا يتحدثون عن أن الإفراج عن الاثنين كان هو أخطر القرارات التى أهلت الجماعة لأن تفوز فى جولاتها الانتخابية فيما بعد.. وغدًا نستكمل.