أستهل سطور هذا المقال بالتأكيد على عدم تطرفى فى الانحياز لطرف ضد الآخر من مرشحى الرئاسة، وإن كنت شأنى شأن كل المصريين أفضل أحدهما على الآخر لتولى مهام البلاد فى هذه المرحلة التى لا تقل بأى شكل من الأشكال عن كونها حرب حقيقية لكن دون تعصب وتربص للآخر.
لذا فاختيارى لطرف لا يعنى عدم تقديرى للآخر، لكننى أود توجيه بعض اللوم للسيد حمدين صباحى الذى كنت أدعمه سابقًا فى ظروف أخرى على ما يصدر عنه من تصريحات بعضها غير مسئول، وبعضها الآخر يفتقر إلى العمق وعدم وضوح الرؤية لما يجب على أى رئيس قادم أن يضعها نصب عينيه.
أولاً: هذا الوعد الرنان الذى إن دل فإنه يدل على عدم إلمامه بالكثير من الأمور، حيث صرح مؤخرًا حال فوزه بالرئاسة فإنه سيمنح كل شاب فدانًا وعشرة آلاف جنيه!
لا أشكك فى صدق نواياه، ولكنها تبدو مساومة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، كما أنها تحمل شحنات من مداعبة أحلام الكثير من الشباب وهذا أسلوب لا يجوز أن يخرج عن رجل متزن محترم له تاريخه المشرف.
هناك مثل صينى قديم يقول "بدلاً من أن تعطينى سمكة علمنى الصيد" أعتقد أن هذا المثل خير نصيحة أستطيع أن أوجهها للسيد حمدين، تعليقًا على تصريحه الأخير الموجه لقطاع الشباب.
فبدلاً من هذه الوعود والأحاديث الرنانة التى لا فائدة من تكرارها، نرجو أن تطرح علينا برنامجًا واضحًا يعتمد على آليات محددة للتنفيذ لا مجموعة حزم من الشعارات لا نعلم إمكانية قابليتها للتطبيق من عدمه، فمن الأجدر أن تعد الشباب بفرص للتأهيل والتدريب وتوفير فرص العمل قدر المستطاع، لا الوعد بالمنح والعطايا دون تعليم وتأهيل.
ثانيًا: معظم التصريحات أو تكاد تكون كلها التى تخرج عنه لا تخلو من انتقاد لحملة السيسى ومحبى السيسى ومؤيدى السيسى.. إلخ. ومن هذه التصريحات أن كل من يترحم على أيام مبارك، وكل كارهى ثورة يناير سيدعم السيسى!
يا سيد حمدين أنت أكبر من هذا الأسلوب الذى لا يليق بك ولا بمرشح لرئاسة مصر، فهل انتهيت من كل مهامك وبرامجك المقترحة وآليات تطبيقها وتصوراتك لإدارة الأزمة، ولم يتبق سوى الحديث الذى لا يدور إلا فى فلك السيسى ومؤيديه ومحبيه وحملته؟
ونهاية.. فإنها نصيحة خالصة وعتاب من القلب، أرجو أن تتقبلها ويتقبلها مؤيدوك بصدرٍ رحب.
فكلٍ منا من يفضل السيسى ومن يفضل حمدين. عاشقون لتراب هذا البلد ولا نتمنى له سوى السلامة والتعافى من المرض.
وفقكم الله وإيانا لما فيه خير مصر على يد من سيقع عليه خيار الشعب.