أعتقد أن اتفاقية التفاهم المشترك بين التليفزيون المصرى ومجموعة mbc أبعد من «محاولة كسر احتكار القنوات المصرية الخاصة لسوق الإعلانات» كما قيل، وأعتقد أيضا أن السيدة وزيرة الإعلام تغامر بثقل مصر ومكانتها وهيبتها وذاكرتها فى طبخة قد تفسد إذا اختلفت السبل، شعرت وأنا أقرأ البنود أننا فى شراكة مع قوة إعلامية كبرى، ستأخذ بيدنا إلى ما نصبو إليه، وأننا فى حاجة إلى خبراء أجانب، سيساعدون التليفزيون الذى ولد عملاقا فى مجال البرامج وتبادل بعض الفورمات والصيغ البرامجية (ماتعرفش إزاى؟) التى يمتلك الطرفان حقوق ملكيتها الفكرية والاستفادة منها والبناء عليها وإنتاجها وبثها، إلى جانب صناعة المسلسلات والأفلام السينمائية وتأهيل الكوادر البشرية وتدريب وتبادل الخبرات والكفاءات، باختصار ستكون مصر والسعودية «إيد واحدة»، وربما أرادت الست درية استثمار حالة الامتنان المصرى للدور السعودى النبيل بعد 30 يونيو ورد الجميل للأشقاء الذين يبثون قناة لهم تحمل اسم mbc مصر تماما كما فعلت قناة الجزيرة خروجا على المنطق والسيادة.
شرف الدين لا تعترف بفشلها، وبدلا من الدفع بالموهوبين والاستعانة بالخبرات المركونة تتعلق بقشة التفاهم مع مجموعة قنوات لا تختلف كثيرا عن الموجودة فى مصر، هى قالت إن تبادل الخبرات الفنية والإعلامية بين الكيانات الكبرى سيسهم فى تطوير صناعة الإعلام فى العالم العربى ووضعها فى المكانة اللائقة التى تستحقها.. التنسيق سيشمل مجالات التسويق الإعلامى والإعلانى المسموع والمرئى إلى جانب الإلكترونى، أى أن تراث الإذاعة والتليفزيون وتلاوة القرآن سيكون فى البيعة، وربما حدد الأشقاء ما ينبغى أن يشاهده ويسمعه المصريون.