ربما لا يدرى سكان مؤخرة جدول الدورى، أو أندية القاع الكروى، أن إلغاء الهبوط هذا الموسم ليس فى صالحهم على الإطلاق، إنما يسير نحو «مصالح» محددة لأندية بعينها، لدرجة أن هذه الأندية لم تطلب من اللجنة أن ترعى بقاءها فى الدورى، هذه الأندية بطبيعة الحال هى أندية مؤسسات، والبعض يلعب على تصوير الأمر وكأنه هدية لهؤلاء.. بينما هم لم يطالبوا بها؟!
إلغاء الهبوط.. بالفعل يعود بكرة القدم إلى العصور الوسطى أو ربما الحجرية، عندما كانت الكرة تلعب بعارضتين من الطوب الأسمنتى.. أما لماذا؟!
فالإجابة سهلة.. البداية أن تلك الفرق إذا لم تهبط، فإن تنظيم الكرة بها وبالأندية الأخرى التى تنتظر فرقها الصعود.. إذ سيُحدث خللًا جسيمًا يؤدى إلى ما يشبه «التضخم» الاقتصادى!
بالطبع.. لأنه فى حالة التضخم الاقتصادى تصبح «الفلوس».. بدون قيمة أمام السلع.. فربما- الله لا يوعدنا بها- تجد «قرطاس» الترمس مثلاً بـ«300» جنيه!!
فى كرة القدم أيضًا سيحدث هذا التضخم، لأن الفرق ستحتجز لاعبيها، لأنها لم تهبط، والفرق التى كانت تنتظر الصعود ولن تصعد، ستضطر لبيع لاعبين أصبح طموحهم «دورى الأضواء» وسيتم «دفن» مواهب شابة كان دورى الأضواء كفيلا بأن تصبح دعما اقتصاديا للعبة.. بكل بساطة سينهار جيل.. واسألوا الخبراء.. واستعينوا على قضاء «حوائجكم» بالخواجات.. فهم أدرى مننا جميعًا؟!
من غير المقبول أن تخرج أندية المفترض أنها تسعى نحو رفع مستوى اللعبة، لتحقق ليس فقط نتائج إنما أيضا طفرة فى الاستثمار، لتطالب بترك حالة اللا هواية.. واللا احتراف موجودة وتحكم عالم كرة القدم فى المحروسة!
بكل أسف.. ما يتم تخطيطه الآن، ستقوم لجنة صغيرة فى الاتحاد الدولى «فيفا» برفضه فورًا.. بل تعود على الفاعلين بالمطالبة بأن يدعوا الله ربما لمدة شهرين.. أو تلاتة طالبين المغفرة على ما كانوا يرتبون له ضد كل أعراف حقوق المواطنة الكروية؟!
الحقيقة أن لجنة الأندية لا يمكن أبدا أن تضع نظاما للكرة.. ولا يمكنها برضه أبداً، أن تحول توصياتها إلى قرارات تفرض على مجلس إدارة اللعبة، ولا سلطان لها نهائياً على منظومة كرة القدم المصرية.. إلا من خلال تهدئة الأوضاع، أو عمل «جلسة عرفية» لإيجاد حل خارج الصندوق للقضية يتراضى عليه الجميع ثم يتم تقنينه بكل تأكيد!
أما قلب الحقيقة عزيزى القارئ.. ففيه الآتى: أن الدورى المصرى، لم يستخرج حتى الآن «ترخيصا» بأنه دورى محترفين.. والأندية المصرية أيضا ليس لديها نفس الرخصة.. والأهلى والزمالك واخدين تراخيص مستثناة إلى أن تنتهى مهلة الاتحاد الأفريقى لإعادة ترتيب الكيانات الكروية وجعلها أندية محترفة %100.
قبل صدور التراخيص.. لن يكون هناك أى تأثير للجنة ولا غيره، لكن حال صدور تراخيص الاحتراف للأندية، وبالتالى الاتحاد المصرى «الجبلاية».. سيتم تكوين «رابطة الأندية المحترفة».. وليس «لجنة الأندية».
وقتها ستدير هذه الرابطة المسابقات وتبيع الدورى والبث، وكل شىء.. قبل هذا.. نقول لحضراتهم: أندية القاع.. إلغاء الهبوط فيه سم قاتل.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة