بدأت فى اليومين الماضيين الكتابة عن الكتاب إلهام «السلفيون والسياسة» لعالم الاجتماع الكبير الدكتور «حافظ دياب»، واستكمل.
يتحدث المؤلف عن مدينة الإسكندرية والتى حظيت بشهرة كبيرة فى مجال الفكر السلفى، وتأسس فيها كيان «الدعوة السلفية»، ويشغل الدكتور ياسر برهامى موقع نائب رئيسها، ويقول المؤلف: إنه خلال النصف الثانى من القرن العشرين، انتشرت الدعوة الإسلامية والسلفية بالأخص، وهو ما يرجعه ياسر برهامى إلى وحدة المنهج السلفى بها، ويقول فى ذلك: «نحن بحمد الله تعالى، قد عصمنا الله عز وجل فى الأغلب فى بلدنا الإسكندرية من تعدد المناهج المطروحة باسم السلفية مثلا».
يشير المؤلف إلى أن «محمد رشاد غانم» (1916/1992)، كان فى مقدمة المشتغلين بهذه الدعوة، باعتباره أهم من نشروا الفكر السلفى فى المدينة، وإليه يرجع الفضل فى إنشاء أكبر حركة تحقيق وتأليف ونشر للسلفية بها، وتكوين جيل من دعاة السلفية مثل، الدكتور مصطفى حلمى أستاذ الفلسفة الإسلامية، محمد السيد الجليند أستاذ الفلسفة بكلية دار العلوم، جمال المراكبى من علماء أنصار السنة المحمدية، أحمد المحلاوى.
وتردد على مجلس «محمد رشاد غانم» آخرون مثل، محمد رشاد سالم، الحاصل على الجنسية السعودية، وأشهر من اشتغل على تراث ابن تيمية وأستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة الإسكندرية، والسلفى الأردنى ناصر الدين الألبانى، ويذكر المؤلف أربعة أسماء ممن ترددوا على مجلس «محمد رشاد غانم» لا يحملون الفكر السفلى دون أن يوضح سياق ترددهم، وهم: الأديب يحيى حقى، والكاتب ثروت أباظة، والكاتب أحمد الصاوى محمد، والكاتب فهمى هويدى، ويقول المؤلف: إنه فى مطلع الثمانينيات من القرن الماضى أنشأ بـ«حى الحضرة» جماعة «حزب الله» من خلال «مسجد المجاهدين»، وانحصر نشاطها فى الأعمال والندوات العلمية والفقهية والسياسية بالمسجد.
يقول المؤلف: إن معظم رموز التكوينات السلفية، لم تتلق تكوينا دينيا منتظما، مشيرا فى ذلك إلى المؤهلات العلمية التى حملها هؤلاء، مثل الشيخ فوزى السيد الذى كان خطيبا لمسجد التوحيد برمسيس حاصلا على بكالوريوس الهندسة، عمر عاشور حاصل على بكالوريوس طب، محمد سالم متخصص فى التركيبات الكيماوية، نبيل الصاوى مهندس، جمال المراكبى ليسانس حقوق، حسام أبو البخارى طبيب، مصطفى البدوى مهندس، عماد عبدالغفور طبيب، أشرف ثابت بكالوريوس زراعة وليسانس حقوق، بيومى إسماعيل دبلوم صنايع وليسانس حقوق وحاصل على الدكتوراة فى التأهيل النفسى، محمد نور خريج كلية العلوم وماجستير فى إدارة الأعمال ودبلومة فى الإخراح والتصوير السينمائى ويدعو إلى «فن نظيف»، محمد الدبيسى خريج كلية الهندسة، محمد إسماعيل المقدم وأحمد فريد ومسعد عبدالعظيم وياسر برهامى وأسامة القوصى وسعيد رسلان من خريجى كلية الطب، محمد عبدالمقصود خريج كلية الزراعة، محمد حسنين يعقوب دبلومة المعلمين.
ويطلق المفكر اللبنانى «على حرب» على هؤلاء «فلادقة» الدين، أى المشتغلين فى الحقل الدينى من غير علمائه، فلم يحصلوا على ثقافة واسعة وعميقة، ويكتفون بما هو شائع ومتداول فى المعرفة الدينية.