أكرم القصاص

طابور جديد.. ودرس جديد

الجمعة، 16 مايو 2014 06:49 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما تفاجأ البعض من حجم إقبال المصريين فى الخارج على التصويت بالانتخابات الرئاسية، وفى كل مرة كانوا يشعرون بالمفاجأة، لأنهم لم يغيروا طريقة تفكيرهم.. كان غياب المصريين من قبل عن الانتخابات يبدو فى جزء منه اعتراضا أو تجاهلا لنظام انتخابى يستبعدهم، ولا يحترم صوتهم وحقهم، لكن بعد أن حصل المصريون فى الخارج على حقهم فى التصويت، حرصوا على استخدام هذا الحق
لأنهم عرفوا أن هذا هو الطريق للتغيير، واختيار من يمثلهم، حتى لو أخطأوا مرة أو أكثر، فإن التصويت الخاطئ جزء من الديمقراطية.

التشكيلة التى ظهرت فى التصويت تتضمن جميع الفئات والأعمار، والشباب فيها بنسبة معتبرة، وبالطبع هؤلاء لم يلتفتوا كثيرا لفتاوى أو تحليلات أو دعاوى لرافعى شعارات المقاطعة، ممن يكررون نفس الآراء طوال ثلاث سنوات

بالرغم من أنهم يضعون نفسهم فى صدارة «وكلاء الثورة»، ولم يقدموا تفسيرا أو تبريرا لمواقفهم، ربما لأنهم ينطلقون من استنتاجات سابقة التجهيز، ويشككون فى قدرة الشعب على التغيير، مع أنهم سبق أن أشادوا بنفس الشعب.

هناك أسرار لما يجرى تحتاج لقراءة وتفهم، وإعادة نظر.. المصريون فى كل مرة يعملون الواجب، ويصوتون لاختياراتهم، وخلال ثلاث سنوات تعلموا، وتكونت لديهم درجات من الوعى الذى يبدو فطريا، لكنه أكثر صدقا وتعبيرا عما يريدونه، وهى رؤية تبدو أحيانا متضمنة لتناقضات أو حيرة، ففى النهاية المرشح بشر والناخب بشر.. المصريون يختارون رئيسا للمرة الثانية بعد ثورة يناير، والأولى بعد 30 يونيو، يحملون نفس الآمال والأحلام، فى العدل والأمن والحرية، ويعرفون أن أحدا لن يستطيع أن يعيدهم للوراء، ويرون أن التصويت والاختيار هما الطريقة المعلنة حتى الآن لديهم، ومن هنا يخرج الآلاف ليؤكدوا اختيارهم لشرعية 30 يونيو، وشرعية يناير، وخارطة الطريق التى يعيدون تشكيلها خلال أكثر من ثلاث سنوات، على أمل أن تستقر وتثمر.

المصريون بدأوا فى الشرق والغرب، من نيوزيلندا إلى أمريكا، ومن بغداد إلى أبوظبى والرياض وتونس والمغرب، فى أوروبا وأستراليا وآسيا، يختارون بين السيسى وصباحى، لكنهم يصوتون بقلوبهم وعقولهم، ويختارون مصر التى تعجبهم.. حتى لو كان هناك من يصر على الإنكار، المصريون يصرون على التغيير، ويعرفون أنه رحلة صعبة، ومعقدة، ولا يريدون العودة للمربع صفر.. هى مفاجأة جديدة، ودرس فى حاجة للتأمل.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة