أعلم جيد أنه قبل هوجات «الخراب العربى» لم يكن حكامنا العرب خاصة الذين خلعوا أو عزلوا أو قتلوا أو ماتوا أو أطيح بهم أبطالا حتى نقول إن عزلهم أو خلعهم أو حتى قتلهم هو السبب وراء تغييب القضية الفلسطينية بهذا الشكل وبالصورة التى جعلتنا جميعا ننسى أو نتجاهل الذكرى 66 لنكبة فلسطين التى وافقت أول أمس الخميس، كنا قبل «الخراب العربى» - المعروف إعلاميا باسم الربيع العربى - نشم رائحة هذا اليوم الأسود، لم يكن هذا اليوم يمر مرور الكرام بل كنا نعلم فيها أولادنا الصغار كيف سرق العدو الصهيونى الأرض والعرض وذبح آباءنا وأجدادنا وشرد الملايين من شعب فلسطين ليبنى هذا العدو القذر وطنا فى أرض لا يملك فيها شبرا محققا لوعد بلفور المشؤوم الذى لم يكن يملك شيئا ولكنه أعطى لمن لا يستحق كل شىء، والنتيجة فإن الكيان الصهيونى يحتفل بذكرى ميلاد دولته العنصرية بينما نحن العرب نحتفل بذكرى وفاة دولة فلسطين، وهو ما كان يجعلنا نبكى ونلطم الخدود بل ويرتدى بعضنا السواد.
كل هذا نعلمه جميعا ولكن هل تعلم أنه بعد الخراب العربى الذى خرب بلادنا هناك جزء كبير من هذه الأمة لم يعد يبكى على فلسطين بل أصبحنا نبكى على حالنا، وبعد أن كان هذا اليوم يجمعنا فى مظاهرات نفرغ فيها كل طاقتنا من الكراهية لحكامنا فإننى لاحظت أنه منذ هذا الربيع العربى لم يعد أحد يهتم بهذه الذكرى بل نسينا فلسطين وأم فلسطين، والسبب الممارسات القذرة التى يرتكبها تنظيم حماس وتورطه فى قتل جنودنا فى سيناء ومساعدة بعض قياداته لجماعة الإخوان الذين أفسدوا البلاد والعباد وقاموا بحرق مصر وقتل المصريين فى الشوارع والأقسام والسجون منذ هوجة يناير 2011 التى اعتبرها بكل صراحة انقلابا إخوانيا أعقبه انقلاب عسكرى على حكم الإخوان فى 30 يونيو 2013 وأن الجهة الوحيدة التى استفادت من هذا الخراب هو العدو الإسرائيلى بينما نحن العرب نسينا فلسطين حتى «تمثيلية» البكاء التى كنا نضحك بها على أنفسنا فى ذكرى النكبة انتهت والسبب أننا جميعا وبعد موجة الخراب العربى أصبح لكل بلد ومواطن عربى قضية لا تعنيه سواها، ألم أقل لكم إن «تمثيلية» الخراب العربى هى مؤامرة كبرى ربما يكون وراءها إسرائيل وأمريكا اللهم احفظ مصر من نكبة جديدة اللهم أمين.