ما أحوجنا الآن إلى قراءة كتاب (دور الفرد فى التاريخ) لأنه يضع يده بذكاء على العلاقة الأزلية بين تطور المجتمعات من ناحية، ودور القائد فى إحداث هذا التطور من ناحية أخرى، ونحن فى مصر كما ترى نفتش عن «بطل» بكل السبل حتى «ينقذنا» من بؤس حياتنا اليومية، و«يطير» بنا نحو عالم أجمل وأرحب!
مؤلف هذا الكتاب هو المفكر الروسى جورجى بليخانوف (1856/ 1918)، وقد وضع أفكاره عن المجتمع والفرد والقائد محاولا ضبط العلاقة بين هذه المكونات الثلاثة، من أجل الوصول إلى إجابة صائبة عن الأسئلة المقلقة.. متى يظهر البطل أو الزعيم؟ وهل فى إمكانه أن يقود المجتمع إلى الأمام حتى لو كان المجتمع غير مهيأ للتطور؟ وهل إنجازات الزعيم مرهونة بقدراته ومهارته فقط أم أن الظروف الاجتماعية المحيطة هى التى توفر له السبل كى ينجز ويحقق؟
عندنا فى مصر «بطلان» ظهرا فى القرن العشرين.. الأول سعد زغلول الذى قاد ثورة الشعب المصرى ضد الاحتلال الإنجليزى فى عام 1919، لكنه لم يستطع تحقيق الاستقلال التام نظرا لأن المجتمع لم يكن مستعدا لا على المستوى الاقتصادى ولا على المستوى الثقافى لأن يخطف حريته المسلوبة من يد الإنجليز، وهكذا ظل سعد بطلا إلا قليلا لأن الظروف لم تكن مواتية بالدرجة المطلوبة.
أما البطل الثانى فجمال عبدالناصر الذى حقق نجاحات مشهودة أهمها التخلص من حكم أسرة محمد على غير المصرية، والتحرر من الاحتلال الإنجليزى، والشروع فورا فى دفع البلد إلى الأمام من خلال إقامة مشروعات صناعية عملاقة وتوفير التعليم بالمجان للملايين مع محاولة جادة لتحقيق قدر من العدالة الاجتماعية.
هنا بالضبط.. كانت الظروف الاجتماعية والسياسية مهيأة تماما لينبثق «بطل» من رحم الغيب، وقد استجابت القدرات الخاصة لعبدالناصر لهذه الظروف فتألق الرجل وأنجز ووضع بصمته فى كتاب التاريخ عن جدارة.
السؤال.. هل ظروف مصر الحالية تنبئ بأننا فى حاجة إلى «بطل»؟
ستعرف الإجابة على السؤال حين تظهر نتيجة انتخابات الرئاسة.. فلا تتعجل!
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الله يكون فى عون بطل هذه الايام - الكل متحفز و بيسن سكاكينه من قبل ترشيحه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
لا شك بطل الذى يستطيع ارضاء الثوار والفلول والعشيره والفقراء والاثرياء والشباب والمرأه وال