أنا على يقين أن شعبنا المصرى قد استوعب الدرس تماماً.. ولم يعد يقبل الخديعة من أى جانب.. لقد عرف طريقه وعرف حقوقه أيضا وواجباته.. فالشعب المصرى بتاريخه وعمقه الحضارى لا يمكن أن يتنازل عن مطالبه لأحد.. لأننا اليوم فى أمس الحاجة لإعادة تاريخنا بكل وضوح ودقة ومصر فى مفترق الطرق. وعلينا أن نعى جيدا أن اللحظة الفارقة التى تفصلنا عن وطن ثابت قوى تحتاج منا إلى كثير من الالتزام والعمل الجاد لتعود إلى أعتى مما كانت وقادرة على استيعاب كل أبنائها وقادرة أيضا على ضخ الأمل والطموح والصمود إلى الأجيال القادمة.
أقول لشعبنا المصرى: انتبهوا أيها السادة نحن على أبواب انتخابات رئاسية، أحسبها أهم انتخابات يمكن أن يمر بها الوطن.. فهى التى يمكن أن ترسم طريق المستقبل بين علو وازدهار وطفرة حقيقية فى الإنتاج والاستقرار والأمن والأمان.. أو على الطرف الآخر - لا قدر الله - أن نبقى كما نحن أو ننحدر إلى الخلف فى تراجع مهين لا يليق بتاريخنا وقدرة وقدر المصريين.. علينا أيها المصريون أن نجعل من هذه الانتخابات الرئاسية نقطة فاصلة بين عهدين وعلينا أن نرسمها أمام العالم عرساً ديمقراطياً يتعلم منه الدانى والقاصى.. وهذا كله بين أيدينا يمكن أن نعلو أو نهبط من خلال هذه الانتخابات، فهى بمثابة المصفاة التى تختبر فيها التزامنا وتجردنا عن كل شىء إلا حب الوطن.. وما من أحد يجبر أحدا على الاختيار.. أو أن يرعبه أو يرهبه فقد مضى هذا الزمن اللعين.. لكننا اليوم لابد أن نحصد الحصاد الحقيقى لاثنتين من كبرى ثورات الشرق الأوسط ثورة 25 يناير 2011 وثورة 30 يونيو 2013. هاتان الثورتان كانتا بمثابة البوصلة الصادقة التى أعادت الشكل الحقيقى للشعب المصرى أمام العالم كله بعد أن حاولت قوى أجنبية اللعب والعبث والكذب والتشويه.. حاولوا ولكنهم سقطوا تحت صخرة عظمة المصريين ووحدتهم الوطنية ووحدتهم الفكرية ووحدتهم القومية، أثبت المصريون خلال الثورتين أنهم شعب لا يقبل المساومة أو التقسيم أو التخريب وقد قبل الشعب راضيا الكثير من الفرص التى تخيل أنها فرصة العمر.. وفى كل مرة كنا نطلب من أنفسنا إعادة تخطيط حياتنا من جديد وكيف يمكن أن نعيش وسط هذا أو ذاك.. وفى كل مرة أيضا كنا نتأكد من استقلال أنفسنا ومن علو كرامتنا ومن تراثنا التاريخى الشامخ الذى لا يضاهيه شىء آخر على مستوى العالم اليوم من حقنا أن نعيد مصر إلى قوتها وإلى هيبتها وإلى خريطتها الحقيقية.. بعد سيل من التجارب التى مررنا بها السنوات الماضية والتى كان من أهم نتائجها كشف حساب وطن كبير اليوم أقول للمصريين أمامكم الفرصة كاملة للاختيار.. أمامنا المشير السيسى الرجل القوى الذى أيده الشعب وفوضه فى ثورة الثلاثين من يوينو وعليه عقد الشعب الآمال نحو مستقبل مزدهر وسنوات تنتظر منا رؤية جديدة لمصر والمصريين، ومصر فى أشد الحاجة للرجل القوى الذى يضع النقاط فوق حروفها.. ويشكل الوطن بما يليق به لكى تكون مصر أم الدنيا بل قد الدنيا كما يحلو له أن يقول دائما.. وفى المقابل المرشح الرئاسى حمدين صباحى ولديه خطته أيضا.. وعلى المصريين الذهاب إلى صناديق الانتخاب وكلهم ثقة على قلب رجل واحد لصياغة غد أفضل واختيار حقيقى واع.