تكملة لما نشرته الأسبوع الماضى عن الهرى الذى يؤدى إلى الهدم، وإيمانا منى بأنه يجوز أن نقف عند بعض نقاط هذا الهرى لنثبت أنه مجرد هرى وعبث وأن عكس ما يقال هو الصحيح والمنطقى والعلمى. فقررت أن أتوقف عند النقطة رقم 3 فى الهرى فى المقال السابق وهى للتذكرة «وايه اللى جاب الشامى مع المغربى إزاى تخشوا فى كيان واحد فلول ونكسجية وعبيد البيادة»!!! وقررت أن أقرأ وأبحث عن ماهية العمل الجماعى؟ ولماذا نحتاج له، وما هى مراحله، وأسباب فشله يجوز أن نكون بدأنا خطأ ويجب أن نصحح بدايتنا!!
فإذا بى أجد أن الكتب العلمية ككتاب 20 فائدة من كتاب العمل الجماعى للدكتور إبراهيم الفقى يعرف فريق العمل الفعال بالآتى: هو الذى يحتوى على أشخاص مختلفين يحمل كل فرد منهم سمات وصفات مستقلة عن الآخر.. فهمتوا حاجة «أشخاص مختلفين» مش شبه بعض!!!!
وكتاب آخر يصف العمل الجماعى: - هم مجموعة من الأفراد بينهم الحد الأدنى من التنسيق والتعاون والاتفاق على مجموعة من الآليات التى يتم بها تسيير العمل. يعنى الراجل المتخصص قال «الحد الأدنى مش الأقصى كمان» والحد الأدنى فى ايه مش فى الإيدلوجية والمرجعية السياسية ولا مين يحكم ومين يمشى لأ المتخصص قال الحد الأدنى فى الاتفاق على آليات العمل!!!!
لماذا نحتاج العمل الجماعى؟ أولا، للاستفادة من كل المهارات والخبرات التى يتمتع بها أفراد المجموعة باختلافهم «مش باتفاقهم»، ثانيا، تطوير قدرة الفرد على تحقيق أهداف مشتركة بشكل إيجابى ونضع خطوطا عريضة على أهداف مشتركة حيث كان الهدف المشترك بيننا دوما باختلافنا أن «مصر أهم» وهو شعارنا. ثالثا إشباع حاجات الأفراد إلى الانتماء والتقدير والاحترام «أى كما صغناها فى البداية رفض المسميات والتصنيفات ورفض الإقصاء وذوبان الأفراد فى كيان يشعرهم جميعا ومعا بالانتماء».
أما عن مراحل العمل الجماعى التى عندما قرأتها شعرت بالشفقة على من يهرى ويفتى فيما لا يعرفه. فالمراحل تبدأ بالتعارف، أن يعرف كل شخص نفسه ويتعرف على الآخرين ثم مرحلة العصف الذهنى لتبادل الآرارء وإيضاح ملامح الشخصية ثم التوافق والمقصود بها وأرجو وضع خطوط عريضة مرة آخرى على هذه المرحلة حيث تعنى نبذ الخلافات جانبا وإبراز روح التعاون على المشترك من أجل تحقيق الهدف الأكبر وتأتى مرحلة الاتفاق فى النهاية وهى الاتفاق فقط وفقط على الأطر المحدودة لتنسيق العمل وتخطيط الآليات التى يتم من خلال تبادل الآراء والتنفيذ على أرض الواقع لتحقيق هدف المجموعة. ولم يقل الاتفاق على المختلف، لم يقل الاتفاق السياسى أو الفكرى أو الإيديلوجى للمرة الثانية يؤكد أنه اتفاق على آليات تنفيذ العمل فما بالك أنه عمل اجتماعى تنموى بحيث يبعد كل البعد عن أى خلاف سياسى!
ونأتى للعوامل الخمسة لخلل العمل الجماعى وقد كان ذلك اسم كتاب للكاتب باتريك لينسيونى وقد كان من أفضل الكتب الأمريكية مبيعا وتأتى على رأس تلك العوامل التى أعتقد أنها العامل الأساسى لخلل العمل الجماعى فى مصر وهو غياب الثقة فعلا الغالبية العظمى تهتز ثقتها فى نفسها خاصة هذه الأيام بين التخوين والاتهام تتراجع وتنسحب ولا تستطع المواجهة والعامل الثانى هو وثيق الصلة بالعامل الأول خاصة فيما نعيشه تلك الأيام وهو الخوف من النزاع، نخاف من النزاع ونستسلم فورا للابتزاز والعامل الأول والثانى يقودان للعامل الثالث وهو عدم الالتزام فعندما تفقد الثقة فى نفسك وتستسلم للخوف من النزاع بالتأكيد ستتراجع عن التزامك أما العاملين الرابع والخامس فنحن لا نصل لهما لأننا غالبا لا نبدأ فلا نصل إلى مرحلة تجنب المساءلة بعد العمل ولا نصل إلى مرحلة إهمال النتائج المشتركة لأننا لا ننتج بل ننسحب ونتوارى للخلف.
وسأختم مقالى بكلام الدكتور إبراهيم الفقى رحمه الله «نختلف فى الآراء لا بأس لكننا يجب أن نلتزم برأى المجموعة ونؤمن بالاختيار النهائى» لا بأس!! المهم نختلف ونلتزم هذا التتابع أن يلحق الالتزام بالاختلاف مهم للغاية.
وأخيرا قال الدكتور إبراهيم الفقى
انتبه: من الأخطاء التى دائماً ما تتكرر أن يحاول القائد جمع فريق عمل متشابه فى أفكاره ورؤاه وأطروحاته مما يجعل أفق المجموعة محدوداً ويطرد من سماتهم طيور الإبداع والابتكار.
هل ستنتبهون ام ستستمرون فى الأفق المحدودة!!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د يحيى حسن
العربية البى ام