أعتقد أننى رقم بعيد فى كشف الأقلام التى تناولت موضوع فيلم هيفا والسبكى، فالكثيرون قد علقوا على هذه الأزمة ما بين معارض بشدة لقرار رئيس الوزراء ومؤيد بشدة ورافض للفيلم ولكنه أيضاً رافض لقرار محلب.
وبعد أن انتويت عدم الخوض فى هذا الموضوع الشائك وإيثار الصمت فوجئت بأزمة جديدة على هامش الخناقة المستمرة.
هل يجوز يا سادة أن تُهان الرموز الحقيقية وأعمدة الفن الأساسية بهذا الشكل؟ صُدمت عندما استمعت إلى المكالمة الهاتفية التى دارت بين الفنانة آثار الحكيم مع وائل الإبراشى والسبكى فى البرنامج، عندما علقت آثار برأيها رفضاً لهذا الابتذال، وقالت إن ثقافة العرى لا تناسب عادات وتقاليد المصريين، ربما تناسب الشعب اللبنانى، حيث انتفض السبكى فى حالة عصبية وهياج وعلا صوته على السيدة الفاضلة، بل ووصل الأمر منه إلى مطالبة مذيع البرنامج بغلق الخط فى وجهها!
ثم تلا هذا الموقف حالة هجوم شديدة على آثار الحكيم من مريدى هيفا والسبكية، ووصلت المهزلة إلى تصميم.. هاش تاج يُقال إنه من اللبنانية للهجوم عليها ومنعها من دخول لبنان!!
هو فى إيه؟ هل انقلاب الموازين واختلاط الحق بالباطل وصل لهذا الحد؟ وعلى رأس تلك المهازل، الفنانة المبدعة جداً هيفاء وهبى عندما كتبت تغريدة على حسابها الشخصى فى تويتر تصف فيه آثار الحكيم بأنها من الأطلال والآثار التى عفا عليه الزمان وأنها تشعر بالغيرة منها!
هل ستغار آثار الحكيم ـ التى آثرت السلامة والاحتفاظ بتاريخها المحترم وقررت الاعتزال، لأن الأجواء الفنية الجديدة أصبحت لا تناسبها ـ من هيفاء وهبى التى لا تملك من أدوات الفنان أى أداة؟ وعن أى إبداع تتحدث ويتحدثون؟
لم تُخطئ آثار ولم تقصد الإساءة للشعب اللبنانى، ولكنها قد أصابت بحديثها قلب الحقيقة، أم أن الحقيقة عادة ما تغضب من يتجاهلونها ويدفنون رؤوسهم بالرمال كى لا يرونها؟
حقاً من مشاهدتنا للفنانات اللبنانيات الوافدات بغزارة على مصر، من مغنية لراقصة لممثلة لمذيعة، نجدهن جميعاً يرتدين ملابس شبه عارية وهذا العرى فى لبنان عادى ولا يضر بتقاليدهم المتحررة إلى حدٍ كبير والتى لا تتأذى من ذلك، أما فى مصر مثلما قالت آثار فلا يناسبنا وشىء دخيل على المجتمع المصرى بعاداته وتقاليده.
بصفتى الشخصية أوجه اعتذاراً عن هذه الإساءة لفنانة من أهم سماتها الاحترام، ناهيك عن تاريخها الطويل وفنها الذى لا يختلف عليه أحد، وأقول لها (عذراً آثار الحكيم؛ عندما تنقلب كل الموازين، ويحتل الباطل مواقع الحق، ويعلو صوت الابتذال على الاعتدال، ويصبح العرى فناً رفيعاً وإبداعا، فلا تحزنى ولا تنتبهى لهذه الترهات وما أكثرها الآن،، فنحن عزيزتى فى زمن هيفا والجزار.