نتيجة تصويت المصريين فى الخارج فى الانتخابات الرئاسية أصابت المرشح الرئاسى حمدين صباحى، وأعضاء حملته ومريديه بصدمة كبيرة أفقدتهم القدرة على التصديق، والتركيز، وبدأت الأصوات تتعالى خلف كواليس مقر حملته بضرورة الانسحاب من السباق الانتخابى حفظا لماء الوجه.
حمدين صباحى ألمح صراحة خلال لقائه بعدد من الفنانين بإمكانية انسحابه من السباق، وذلك قبل إعلان مؤشرات الانتخابات الرئاسية فى الخارج، وزاد من الشعر بيتاً عقب النتيجة الصادمة والتى تجاوزت الـ%90 لصالح منافسه، وحصوله على صوت واحد فقط فى 3 دول.
صباحى، ومن خلال معلومات تناثرت بقوة من دخل حملته، بدأ التجهيز لتفجير مفاجأة الانسحاب، وتحديد يومى الخميس أو الجمعة القادمين لإعلان القرار فى مؤتمر صحفى حاشد.
وفى محاولة منه لإقناع الشعب المصرى بجدوى قرار الانسحاب، جهز ملفا كبيرا يتضمن اتهامات لعدد من مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الجيش والشرطة ووزارات تعمل وتساند المرشح عبدالفتاح السيسى، وسيذيع سيديهات عن لقاء السيسى مع كل الأطياف السياسية والحزبية والمثقفين والكتاب، وسيزج بمؤسسة القوات المسلحة فى القلب من الأحداث.
هذا الملف الذى جهزه حمدين صباحى للهروب من حلبة المنافسة يحاول من خلاله حفظ ماء وجهه، والظهور أمام مؤيديه ووسائل الإعلام العالمية بأنه لا يواجه منافسا، ولكن يواجه الدولة بكل مؤسساتها المسخرة لخدمة السيسى، ومن ثم يضفى على انسحابه شرعية المظلومية والمغلوب على أمره، فى قلب للحقائق.
فى حين أن الرجل دفع ثمنا باهظا لسيره وراء حملته التى تضم عددا من المتعالين، وأصحاب الخطاب الشتام والمهين، والذى لا يعترف بدولة القانون أو هيبة الدولة، ومعاناة الغلابة من الغالبية الكاسحة للشعب المصرى، فى كل مناحى الحياة، وتبنى فقط شعارات «الثورة مستمرة، والإفراج عن المحبوسين».
انسحاب حمدين صباحى من سباق الرئاسة بعد إعلان المؤشرات لعملية التصويت للمصريين بالخارج، لن يكتسب زخما، ولن يثير أى ضجة، عكس إذا ما كان القرار اتخذه قبل بدء عملية الاقتراع، والشعب المصرى سيدرك أن انسحابه جاء بعد تلقيه هزيمة منكرة.