يقول الدكتور محمد فتحى عمر استشارى الأمراض الباطنية والجهاز الهضمى والكبد، وعضو الجمعية المصرية للغدد الصماء والسكر، إن أمراض الدم الوراثية تنتقل من الأبوين إلى الأبناء، ويكون السبب فى حدوثها وجود خلل فى تركيب وتكوين كرات الدم الحمراء، فتصبح غير قادرة على أداء وظائفها الطبيعية وظهور الأعراض على المصاب، ومن أهم أنواع أمراض الدم الوراثية، الثلاسيميا والأنيميا المنجلية، وتنتقل هذه الأمراض عن طريق المورثات "الجينات" الموجودة على الكروموسومات، ففى حال وجود اضطراب فى جينات الأبوين، فإن هناك احتمالاً بنسبة 25% أن يولد الطفل مصابا بالمرض، أما إذا كان أحد الأبوين سليمًا والآخر يحمل جينًا مختلاً، فقد ينتقل المرض إلى بعض الأبناء ويصبحوا حاملين للصفة المرضية.
ويشير د. عمر، إلى أن الأنيميا المنجلية أحد أمراض الدم الوراثية التى يحدث فيها اضطراب فى الجينات المسئولة عن تكوين الهيموجلوبين، ويتسبب فى التصاق هذه الكرات داخل الأوعية الدموية الدقيقة، وبالتالى يقلل تدفق الدم والأكسجين إلى أعضاء الجسم.
ويوضح استشارى الأمراض الباطنية والجهاز الهضمى، أن أهم أعراض أنيميا الخلايا المنجلية هى حدوث نوبات متكررة من الألم فى أجزاء مختلفة من الجسم حسب مكان حدوث تكسير خلايا الدم الحمراء وانسداد الأوعية الدقيقة مثل آلام البطن أو المفاصل أو أحد الأطراف، وفقر الدم المزمن، والتهابات متكررة، وأعراض سوء التغذية وقصر القامة وبطء النمو، وتشوهات فى العظام، وخمول وإعياء، ومشكلات فى الرؤية، مشيرا إلى أن المضاعفات تحدث نتيجة انسداد الأوعية الدموية الدقيقة وتكسير خلايا الدم الحمراء وموتها مبكرًا، وأهمها الجلطات المختلفة فى القلب والمخ، وزيادة الإصابة بالالتهابات، وتكوين الحصوات المرارية، وفقدان البصر.
وينصح دكتور عمر، بالالتزام بإجراء الفحص الطبى الشامل قبل الزواج للمساعدة فى الحد من انتقال مرض الأنيميا المنجلية بين الأجيال؛ حيث تظهر التحاليل الطبية احتمال وجود جينات مصابة بخلل لدى المرأة أو الرجل، خاصة الذين لا تظهر عليهم الأعراض المرضية.
ويؤكد، أن الهدف الأساسى من علاج الأنيميا المنجلية هو الحد من تكرار الأزمات الطارئة لدى المصاب وتخفيف الألم وتحسين قدرته على التعايش مع المرض، لذا فيحتاج المصاب بالأنيميا المنجلية للعناية المستمرة لمنع تكرار المضاعفات وتدهور الحالة الصحية، ويُعطى حبوب حمض الفوليك للمساعدة على تكوين كرات الدم الحمراء، كما يتم علاج الألم المصاحب باستخدام مسكنات الألم وإمداد جسم المصاب بالسوائل، كما يستخدم دواء الهيدروكسى يوريا (Hydroxyurea) لبعض المصابين كوقاية لمنع حدوث الأزمات خاصة الأعراض المتعلقة بالجهاز التنفسى كآلام الصدر وضيق التنفس، وينبغى الحرص على أخذ اللقاحات الروتينية خاصة للأطفال المصابين، وكذلك اللقاحات الموسمية سنويًّا كلقاح الأنفلونزا لمنع الإصابة بالعدوى.