لا حياة تخلو من مشاعر الإحباط، ففى طريق الحياة يمر بنا المواقف أو الأشخاص الذين يسببون لنا بعض المشاعر السلبية، فلا تتوقف كثيرًا عندهم، حاول أن توجه أنظارك إلى كل ما هو إيجابى فى الحياة وفى مسيرك حتى يمكنك أن تعبر المواقف بهدوء وسلام.
يقولون: "عندما يكثر الحديث عنك سواء مدح أو ذم فتيقَّن أنك أشغلت مَن حولك إلى درجة أنهم تركوا ما يَعنيهم واهتموا بك. فاستمِر فى عملك ونجاحك و دَع لهم متعة الحديث"، عزيزى، لا تتوقف كثيرًا عند كل ما يٌقال لك أو عنك، بل اعمل واسع نحو الهدف الذى وضعتَه أمامك وقدِّم الخير إلى الجميع وأنت تشعر بكل المحبة والرضا لكل إنسان، ويومًا ما سيُدركون. فحين يجدون أنك تزرع خيرًا سيشاركونك العمل والبناء دون كلمات كثيرة.
وإذا قابلتك المواقف المحبطة، فتوقف قليلًا وابتسم، وقُل لنفسك: هناك اختبار آخر لك حتى تحقق نجاحًا جديدًا وتميزًا فى الحياة. لذا اعمل دائمًا على تحويل المواقف المحبطة التى تتعثر فيها فى الحياة إلى دوافع متجددة لتحقيق انتصارات جديدة ونمو لك فى مسيرك نحو القمة. ويبدأ هذا بأن تنظر إلى كل ما حولك بنظرة إيجابية قادرة على أن تدفع بك إلى الأمام وتشجعك فى الطريق. إن التشجيع والرؤية الإيجابية للأمور يساعدان على زيادة قدراتنا فى المسير فى درب الحياة. قرأتُ قصة عن أحد الآباء قد اصطحب طفله ليُقضّى ليلة فى منزل أحد العائلات الفقيرة بهدف أن يُدرك قيمة ما يملِك من مال. وفى أثناء عودتهم للمنزل، سأل الأب ابنه عن رأيه فى قضاء تلك الليلة فى هٰذا المنزل الفقير؛ فأجاب الطفل: لقد كانت خبرة رائعة يا أبى! لقد رأيتُ أننا نملِك كلبًا واحدًا فى حين هم لديهم أربعة. لدينا حمام سباحة لطيف ولٰكنهم لديهم النهر بأكمله. لدينا حديقة كبيرة وهم لديهم الغابة بأكملها . وبينما الابن يتحدث ، كان الأب لا يكاد يصدق ما يسمعه ! وختم الطفل كلماته بشكر أبيه لأنه أوضح له كم هم فقراء! لقد قيَّم الطفل الأمور بنظرته البسيطة وبأسلوب قد لا يستطيعه الكبار . ولٰكن آن لنا أن نتعلم أن نرى الإيجابية فى كل ما يمر بحياتنا. قيِّم ما تملِك بطريقة صحيحة بنّاءة، وانظر إلى إيجابيات ما تملِك؛ فمن يملِك التفكير الإيجابى يملِك كثيرًا جدًا فى هٰذه الحياة. وإذا أُغلق باب، فثِق أن هناك بابًا جديدًا مفتوحًا تحتاج أن تراه. وعن الحياة ما زلنا نُبحر .
* الأسقف العام رئيس المركز الثقافى القبطى الأُرثوذكسى .