كريم عبد السلام

التجربة المصرية الملهمة

السبت، 24 مايو 2014 10:12 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ستظل التجربة المصرية من 25 يناير وحتى 30 يونيو وما بعدها مصدر إلهام لعديد من الدول العربية وكذا دول العالم المختلفة، لأن روح هذه التجربة يعبر أصدق تعبير عن إرادة شعب فى مواجهة استعمار غربى متجدد وانفجار التخلف الدينى من الداخل، وهما عنصران طالما صككنا الشعارات الحماسية لمواجهتهما، واكتشفنا أن كل ما كان سابقا كان أقرب لترديد الشعارات من التحرك على الأرض للمواجهة.

كم رفعنا شعار مواجهة الاستعمار خلال العقد الماضى وكم توارى خلف الشعار حكام متسطلون وأزلام من النخبة لم تستطع أن تكون على مستوى الشارع، وكم تاجرنا بالشعار لتحقيق خيالات فى أذهان رأس السلطة لم تكن تسندها أحلام البسطاء أو إرادتهم، كما لم تساندها قدرات الدولة وإمكاناتها، فحدثت الهزيمة العسكرية تلو الهزيمة، وانكسرت معها نفوس وأرواح المصريين.

وكم رفعنا شعار مواجهة الإرهاب والتطرف للتغطية على عجز الإدارة الحاكمة آنذاك عن مجابهة تحديات التنمية البشرية وتحقق العدالة الاجتماعية واستشراق المستقبل بما يحمله من مخاطر جديدة، الأمر الذى أدى إلى تحول جيل كامل أو أكثر أودى بهم الفقر والبطالة إلى أن يكونوا تهديدا محتملا ومتطرفين تحت الطلب، يعاقبون المجتمع كله على سوء إدارة النظام للأمور.

الآن، الوضع مختلف، الشعب شب عن الطوق وبدأ يتحرك بوعية المختزن وبخبرته لمعالجة مشكلاته بقوة وبسرعة أيضا، لذا بعد سنة واحدة من انتخابه الطيف المتأسلم ممثلا فى الإخوان ومن لف لفهم، طرحهم عن كاهله، ليقينه بفشلهم، وبأنهم يديرون البلاد بمنطق وأسلوب العصور الوسطى.

وهذه التجربة الملهمة بتحولاتها وتعقيداتها، بدأت تجاربها بتجارب أخرى إلى جوارنا، ولننظر إلى معركة الكرامة فى ليبيا التى يقودها الجنرال «حفتر» مثالا على أن الإلهام المصرى الشعبى عابر لحدوده الجغرافية الثابتة إلى محيطه الإقليمى والدولى الطبيعى فى الشرق الأوسط وأفريقيا ودائرة البحر المتوسط، مهما كره الكارهون.
بعد اكتمال التجربة المصرية إن شاء الله بانتخابات رئاسية وبرلمانية، واستقرارها بالالتفاف الشعبى والعمل الجاد، سيتردد صدى التجربة الشعبية من القاهرة إلى العديد من العواصم التى تراقب فيها الجماهير المتعطشة للحرية والتنمية والعدالة المدارات التى ينتقل فيها قمر النيل، وهم يتمنون مثلنا أن يصير بدرا منيرا دائما.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة