حثت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو" وخبراء دوليون على تكثيف جهود المراقبة، والتحرى، والإبلاغ الفورى عن الإصابة بفيروس "ميرس-كورونا"، الذى يطلق عليه متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، والذى تسببت عدواه إلى الآن فى العديد من الأمراض البشرية وحالات الوفاة، وسط تزايد الاحتمالات بارتباط مصدره بأصول حيوانية المنشأ.
وجاء ذلك فى بيان وزعته منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) اليوم، حول نتائج مشاورات عقدتها فى سلطنة عمان، بالتنسيق مع وزارة الزراعة والثروة السمكية العمانية، وممثلين لبلدان الإقليم وهيئات ومنظمات دولية وإقليمية معنية.
وأشار المشاركون إلى التصاعد الأخير فى حالات الإصابة البشرية بشبه الجزيرة العربية، والاشتباه فى العدوى من مصادر حيوانية تشمل، على وجه الخصوص، الإبل الأحادية السنام".
وأوصى الخبراء بضرورة زيادة المعلومات والمعارف حول "حيثيات وكيفيات" انتقال الفيروس إلى البشر، والحد من تأثيرها على صحة الحيوان والإنسان، وصون سبل المعيشة والأنشطة الزراعية المرتبطة بالثروة الحيوانية.
وقال الخبير جوان لوبروث، كبير مسئولى الصحة الحيوانية لدى منظمة "فاو": "إن من الأهمية بمكان بالنسبة للمجتمع الدولى تفهم المزيد حول حيثيات وكيفيات انتقال العدوى بهذا الفيروس، والقطع بما إذا كان مصدره حيوانياً أم بشرياً؛ فضلاً عن الوقوف على حيثيات وكيفيات تواصل انتقال العدوى به فيما بين الأشخاص".
وشدد خبير المنظمة على أن ثمة حاجة ملحة للتركيز على تحرى الخواص الوبائية للفيروس التاجى المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس -كورونا) فى الأنواع الحيوانية، منعاً لوقوع عدوى بشرية أولية، وتجنباً لتعرض مزيد من الأشخاص لهذا الخطر.
وأوضح بالقول "ومن خلال الإحاطة الأفضل بهذه الخواص الوبائية، سيصبح فى الإمكان استصدار المبادئ التوجيهية اللازمة لتجنب امتداد العدوى من الحيوان إلى الإنسان، وحماية الإبل أو الصناعات الحيوانية الأخرى، من العواقب السلبية المحتملة".
ويؤكد خبير "فاو" أن المشاركين فى هذه المشاورات متفقون على الحاجة الحاسمة إلى رفع مستويات الوعى بين عامة الجمهور حول أهمية التماس الرعاية الطبية، وطبيعة هذا المرض، وسبل تجنبه".
وشارك فى هذه المشاورات الهامة خبراء الصحة العامة والبيطرية وغيرهم من المختصين، فى كل من: إثيوبيا، ومصر، والبحرين، والأردن، والكويت، وقطر، وعمان، وفلسطين، والمملكة العربية السعودية، والسودان، والإمارات العربية المتحدة، واليمن.
فى تلك الأثناء، أفاد عدد من الدراسات باكتشاف نسب عالية فى الإبل من الأجسام المضادة للفيروس التاجى المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس -كورونا)، أو فيروس وثيق الارتباط به، سواء فى البلدان التى اكتشفت لديها الحالات البشرية بالعدوى، أو فى بلدان لم يبلغ فيها عن أى حالات إصابة.
وذكرت بعض الدراسات أن الفيروس التاجى المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية كان سارياً فى الإبل بالمملكة العربية السعودية منذ عام 1992 على الأقل. وعثرت على "أدلة وراثية" للإصابة بهذا الفيروس فى اختبارات لعينات الإبل بمزرعة فى قطر، وفى غير ذلك من الدراسات التى أجريت فى مصر والسعودية.
وبلغ عدد المصابين بالفيروس التاجى المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس-كورونا) خلال أقل من أسبوع أكثر من 630 حالة مرضية مؤكدة مختبرياً بين البشر، ومنذ عام 2012 سبب أكثر من 190 حالة وفاة، فى كل من السعودية والإمارات وقطر، والأردن، وسلطنة عمان، واليمن.
وارتبطت حالات أخرى من العدوى المبلغ عنها فى آسيا وشمال أفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، بالسفر أو العمل فى إقليم الشرق الأوسط، مما أبرز الدور الذى يمكن أن يترتب اليوم على سرعة التنقل دولياً، فى انتشار العوامل الممرضة. بينما وقعت معظم حالات الإصابة عن طريق انتقال الفيروس بين البشر، فلم يتم التأكد بعد عما إذا كان الأشخاص أصيبوا بالعدوى عن طريق التماس بمصادر بيئية أم حيوانية.