مصر فى مأزق حقيقى، الحكومة مرتبكة، واللجنة العليا للانتخابات ضائعة، وأعضاء الحملات الرئاسية للسيسى وصباحى فى خبر كان.. الجميع وقع فى المحظور، وغرقوا فى «شبر ميه»، والسبب أن جميعهم قليل الخبرة والمعرفة بدهاليز السياسة والتفاصيل التى كان يجيدها أعضاء الحزب الوطنى المنحل، وجماعة الإخوان المحظورة، فكلاهما كان أستاذًا فى اللعب بالتفاصيل، والدليل أن الحزب الحاكم ظل يحكم 40 عامًا دون أن يقدم شيئًا، وفى المقابل ظلت جماعة الإخوان تضحك على كل القوى السياسية، وتصدر أنها جماعة مضطهدة، وما بين سيطرة الوطنى ونصب الإخوان ضاعت كل القوى السياسية فى الطريق، ولم يعد لها وجود، والدليل أنها حتى الآن فشلت فى أن تقود الشعب، بالرغم من أنها تزعم أنها أسقطت نظامين، والحقيقة التى يجب أن نعترف بها أنه لولا انضمام الجيش إلى أحد الأطراف لما نجحت فى معركتها مع الطرف الآخر.. المفاجأة أن كل من يلعب سياسة الآن يجعلنا نترحم على أيام كمال الشاذلى، ومأمون الهضيبى ومجانين الإخوان عندما كانوا عقلاء، وقبل أن يلحس عقولهم كرسى الرئاسة، والدليل التدنى فى مستوى من يلعب سياسة فى هذه الأيام، خاصة الهواة منهم، فهم يقعون فى أخطاء لايقع فيه تلميذ فى مدرسة السياسة.
وأول خطايا اللاعبين فى سيرك السياسة، هم المشاركون فى حملتى حمدين صباحى وعبدالفتاح السيسى، والدليل حالة التخبط التى يعيشها أعضاء الحملتين، ووقوعهم فى أخطاء بالجملة، والدليل أن كلا الحملتين استسلم لما وصل إليه المواطن بأن النتيجة معروفة، وأن السيسى ناجح، وهو ما أثر على أداء حملة السيسى من جهة، وحمدين من جهة أخرى، فالأولى وصلت إلى قناعة وحيدة، هى أن مرشحها وهو المشير السيسى لن يقف أحد أمامه فهو البطل والقائد والمحبوب، وغيرها من الصفات التى ترسخت عند العامة، وبالتالى فإن نجاح السيسى مضمون %100، ونسى أعضاء هذه الحملة أنه إذا كان النجاح مضمونًا فإن اللعب على زيادة الإقبال للذهاب إلى لجان التصويت هو الرهان الذى كان على الحملة أن تعمل له، ولكن أعضاء حملة السيسى دخلوا فى نوم عميق.
على الجانب الآخر، كان أداء حملة حمدين صباحى أسوأ بكثير من أداء حملة السيسى، والدليل أنه باستثناء حمدين صباحى نفسه فإن كل أعضاء حملة حمدين يلعب على المركز الثانى، وأن الدورى محسوم للسيسى، وأن التمثيل المشرف هو أقصى أمانى حملة صباحى فى المعركة الانتخابية، وكان من نتيجة هذه التفكير المتدنى جعل المعركة الانتخابية وبعيدة عن الإثارة التى كنا شهودًا عليها، وهى جولة الإعادة بين محمد مرسى وأحمد شفيق، والتى ظلت معركة ساخنة حتى بعد إغلاق صناديق الانتخابات، والدليل أن حملة مرسى كانت تعقد كل يوم مؤتمرًا صحفيًا تتحدث عن نجاح مرشحها، هذا على مستوى حملة مرسى فى الانتخابات الرئاسيه عام 2012، الشىء نفسه كان يحدث فى حملة شفيق، حيث كان المقر الانتخابى شعلة نشاط حتى إن قوى المعارضة لشفيق قامت بحرق المقر.. الوضع مختلف تمامًا فى مقرات حملتى صباحى والسيسى، حيث كلاهما نائم فى العسل، وقدم أعضاء كلا الحملتين أسوأ شىء، وأثبت جميع من شارك فى حملتى صباحى والسيسى أنهم هواة، وأنهم فى حاجة إلى دروس فى فنون الانتخابات والسياسة.
عبد الفتاح عبد المنعم
حملتا صباحى والسيسى والفشل الذريع فى إدارة المعركة الانتخابية
الخميس، 29 مايو 2014 02:20 م
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد امام
الله ينور
تحليل رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
ليلى همام
بصراحة عدم اعتزاز حملة السيسى بايجابيات الريس السادات المحبوب من غالبية المصريين كان لة اث
********************