تاريخ صلاحية أى قضية على «فيس بوك» و«تويتر» أو «يوتيوب» ساعات، ودورة حياة أى شائعة أو تسريبة أو خناقة لا تتجاوز اليوم الواحد.. هذا هو قانون اللعبة، وليسأل أى شخص نفسه أين ذهبت قضية سما ومرتضى، أو تسريبات السيسى، أو خلافات النشطاء واتهاماتهم لبعضهم وغيرهم حول أولوية امتلاك الثورة؟، كلها ذهبت أدراج الأرشيف.
اختفى الجدل حول تسريبات السيسى، والإفيهات والهاشتاجات عن تصريحات وزير الخارجية حول زواج مصر وطلاق أمريكا ونفقة أوروبا، ولم يعد أحد يحتفى بصورة المشير مع مرتضى وشوبير، لا وقت لدى سكان الإنترنت ليبقوا فى نقاش جاد حول الموضوع، كل واحد يريد أن يقدم ما يلفت النظر، ويضاعف «الفلو والريتويت» بصرف النظر عن موقفه.
وهناك عدد كبير من المشجعين يجلسون فى المدرجات يصفقون ويصفرون، ويشاركون فى هذه المعارك على سبيل المجاملة، ومن دون إحاطة، لا يهم هنا الموضوع أو الهدف فقط «الريتويت»، وخلال ثلاث سنوات تم تدمير شخصيات من هذا المنظور بفضل جيوش تردد و«ترتوت» دون أن تسأل.
ومع أن هذا كذلك، فإن السادة الزعماء والمناضلين السابقين والحاليين من ألتراس المرشح الرئاسى حمدين أو السيسى لا يعترفون بتواريخ صلاحية، ويدخلون فى معارك وصراعات حياة أو موت، يقولون كثيرًا إن السياسة لها تقلباتها، وإن الخلاف فى الآراء، لكنا نرى شروخًا بين الأصدقاء والحلفاء، تصل لحد التخوين والتكفير والتفعيص، مع أنهم لا يتوقفون عن ترديد أحاديث الحوار وحرية الرأى.
من حق أى شخص أن يختار المرشح الذى يؤيده، لكن قبل بدء السباق الرئاسى انتشرت عدوى التخوين بين الناصريين واليساريين والثوريين الحاليين والسابقين والمتقاعدين والقاعدين ما أن أعلن بعض الناصريين تأييدهم للسيسى حتى ظهر من يسحب منهم شهادات النضال، حتى لو كان بينهم أبناء عبدالناصر، أو معارضون لمبارك لا شك فى معارضتهم، مثل عبدالحليم قنديل، لكنها السياسة التى تفرق بين المرء وأهله وزوجه وخالته.
ولو كان السادة حاملو أختام الثورة يتابعون تواريخ صلاحية «الهاشتاج» لاكتشفوا أن «الهاشتاج بيروح وييجى»، وأن الصداقة أبقى، وأنهم يمكن أن يختلفوا دون تخوين، ويدركوا أن أخطر ما واجهته مصر بعد الثورة، وربما ما أضاعها، كان تقسيم المواطنين إلى « إحنا وأنتم».. أيها السادة خليكم ورا الهاشتاج حتى لا تفقدوا أنفسكم، وإنسانيتكم، وأصدقاءكم.