هل كنا نظن أن ذكرى مقتل بن لادن يمكن أن تمر دون منغصات، أو دون هدايا يرسلها إلى مصر والعرب والعالم من الجحيم؟ مازال أنصار زعيم القاعدة يحملون رسالة القتل والتدمير، يمشون فى الأسواق ويرحلون من بلد إلى بلد يديرون حروباً بالوكالة، يعلمون أنها بالوكالة عن إبليس ويقنعون أنصارهم أنها فى سبيل الله، من أفغانستان إلى سوريا واليمن والصومال وليبيا والعراق وغزة وسيناء.
هدايا بن لادن لا يمكن إلا أن تحمل رائحة الدم والموت والدمار لا يمكن إلا أن تكون ضد الحياة والاستقرار، قنبلة هنا وانتحارى يفجر نفسه هناك، قنبلة أمام محكمة مصر الجديد يوم العطلة الرسمية لتنفجير فى الأبرياء وهم متجهون لأداء صلاة الجمعة ليس مهماً أن يكونوا فى طريقهم إلى بيت الله لأداء شعائره، ليس مهماً أن يكونوا سائرين مسبحين طاهرين وليس مهماً أن يكونوا مصطحبين أولادهم الصغار لتعليمهم ضرورة أداء فريضة صلاة الجمعة بانتظام، وهم يحملون داخلهم أحلاماً كبيرة بالغد الأفضل. أريد أن أعرف ماذا قال تلاميذ بن لادن للانتحارى الذى فجر نفسه فى أتوبيس نقل العمال بمدينة الطور بسيناء هل أقنعوه أن العمال الغلابة الساعين إلى أرزاقهم كفرة يستحقون القتل؟ هل قالوا له إن موته سيقيم أركان الدولة الإسلامية فى سيناء ومنها إلى جميع بلدان العالم؟
ما يحدث أن إنساناً ما مغرراً به تحول إلى أشلاء، وأخذ معه عدداً من الأبرياء، ومقتل هذا المخدوع لن يحقق شيئاً إلى رؤوس الإرهاب سوى إثبات أنهم مازالوا على قيد الحياة ومزيد من التحويلات المالية لهم ومزيد من توريدات الأسلحة.
مع كل شهيد برىء يسقط بسبب عملية انتحارية مجنونة أو قنبلة مزروعة أتساءل من الكبار الذين يقفون وراء واجهة «القاعدة» أو «الإخوان» ويحركون خيوط عشرات الجماعات والتنظيمات العنقودية الصغيرة.. وأتصور العالم بدونهم.. بالقطع سيكون أفضل.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة