تقول سهام حسن الأخصائية النفسية, إن الغيرة هى شعور مركب يولدها انفعالان هما الخوف والغضب، ودائما يكون الخوف بسبب فقد الثقة فى عدم الحصول على ما يريده الإنسان، أو أنه يشعر بأن هناك خطرا يهدد بقاءه معه، ويسلب ملكيته منه، والغضب محاولة ترجمة الخوف لغضب يظهر على الإنسان، كالبكاء أو الصراخ أو العنف أو الشجار.
تضيف, أن الغيرة الطبيعية السوية هى عاطفة طبيعية ومقبولة فى معظم المجتمعات والفرد الذى يبدى فقدانا للغيرة يعتبر شاذا وغريبا، والغيرة المتبادلة ينظر لها على أنها دليل على العلاقة الصحية.
وتشير إلى أنه ثبتت الأبحاث أن الغيرة مقارنة بين النساء والرجال هى (1:2) أى النسبة الأكبر للنساء، وتصبح مرضية عندما تتداخل مع العلاقة الصحية، وتمنع الشخص من مواصلة واستكمال حياتهم العملية، وتدمر الزواج والبيوت والحياة، وقد تؤدى إلى عنف على شكل ألفاظ قاسية ونابية وعنف جسدى والتخوين والشك.
وهناك مسميات عديدة للغيرة المرضية، وهى الغيرة الجنسية والغيرة الشبقية والغيرة الذهنية.
وتعدد أسباب الغيرة ولكنها فى النهاية واحدة تؤدى لنفس الطريق:
1- عدم الشعور بالأمان وأن من تحب سيتركك ويرحل فى أى وقت واعتمادك عليه، وأنه المركز الذى تدور حوله حياتك فتشعر بالغيرة لمجرد تفكيرك بذلك.
2- الخبرات السابقة التى مر بها الشخص تقف حائلا كبيرا والعلاقات غير الشرعية مع الجنس الآخر تولد الشك وعدم الثقة.
3- تساعد الظروف الاجتماعية المحيطة بحدوث الغيرة، وذلك بأن يتدخل بعض الأقارب أو الأصدقاء فى حياة الزوجين، ويثيرون الشكوك حول أحد الزوجين فيشك الطرف الآخر.
4- انشغال الزوج أو الزوجة بالعمل انشغالاً تاماً، والغياب عن البيت لمدة طويلة تساعد فى إثارة الشكوك فجأة، لمجرد سماع أو إحساس خاطئ عن الطرف الآخر.
وإذا زاد الشىء عن حده انقلب إلى الضد، أى كما ذكرنا إذا زادت الغيرة عند الحد، أصبحت مرضية، فهى أيضا تسبب أمراضا نفسية كثيرة، ومنها الفصام واضطرابات الشخصية، وأمراض عضوية مثل الأورام السرطانية واضطرابات الغدد الصماء والإدمان فى بعض الحالات للكحوليات والمنشطات.
إذا أحسست أن زوجك أو أنك تعانى من الغيرة الشديدة، فإنه من الضرورى أن تطلب المساعدة من الطبيب النفسى، وبالسرعة الممكنة.
وتقدم الأخصائية النفسية بعض النصائح والمحاولات للتخلص والعلاج من الغيرة:
1- فحص السلوكيات السابقة والاتجاهات وخبرتك التى أدت إلى شعورك بعدم الأمان وعدم الثقة بنفسك، وناقش فيها الطرف الثانى وأطلب مساعدته.
2- التعرف على ما الذى يثير هذه الغيرة لكى تستطيع أن تعمل من خلال ذلك بتشجيع الشريك، أن يقوم بعكس ما يراود شكوكا لتقليل أو الحد من هذه الغيرة دون تقيد أو إحكام لحريته.
3- العلاج المعرفى، وذلك بتشجيع المريض على التعرف على الافتراضات الخاطئة فى التفكير والسيطرة عليها، وكذلك السيطرة على عواطفه وإحلال أفكار إيجابية عوضا عنها كالتفكير بأن الطرف الثانى يحبه، ولا يود أن يتخلى عنه، وأن الغيرة الزائدة ستجعل هناك فجوة كبيرة تزداد بينهم يوما عن يوم.
4- فى حال وصول الأمر وتصاعده لاضطراب أو مرض نفسى، فهناك احتمالية وجود خطر العنف، فعلى الطبيب أن يحذر الشريك، وقد يكون العلاج الأنسب فى هذه الحالة هو البعد الجغرافى، وقد تشفى هذه الحالة بإنهاء العلاقة الحالية، ولكن هناك احتمالية حدوثها فى العلاقات المستقبلية.
5- سوف ينصح الطبيب النفسى وقتها الحالة باستخدام مضادات الذهان لأنها قد تخفف من أعراض الغيرة المرضية.
