ونحن سائرون فى طريق الحياة، كثيرًا ما نقف فى حياتنا أمام صنع القرارات وتحديد الخِيارات فى الحياة ؛ ويجد الإنسان نفسه محتاجًا إلى بعض الوقت لأن يتوقف ويتريث قليلًا فى المسير.
وفى عملية صناعة القرارات، حتى قرارات الحياة اليومية البسيطة، أتوقف عند جزئية حِيرة الإنسان عندما يجد أن جميع الخِيارات أمامه لا يقبلها أو غير مريحة بالنسبة إليه. فيجب أن يدرك سائرو طريق الحياة أنهم يتعرضون فى كثير من مواقف الحياة إلى حتمية اتخاذ قرارات دون خِيارات تسعدهم. فمعظم مواقف الحياة هى بين بدائل قد لا تسعدنا أو غير مريحة لنا مئة بالمائة. إلا أنه لا بد من التحديد أو الاختيار؛ فيحتاج الإنسان لأن يتعلم أن يبنى داخله القدرة على اتخاذ قرار من بين ما يوجد حقيقة على أرض الواقع، ويحوِّل هٰذا الواقع إلى الهدف الذى يسعى له. فعلى سبيل المثال، إذا رغِب الإنسان فى دراسة أو عمل ما، ولم تتحقق له أمنياته، فعليه أن يختار ما هو أقرب إلى شخصه وطبيعته حتى يستطيع النجاح؛ وإلا يحيا حياة بائسة خالية من كل نجاح. قيل: "يلوم الناس ظروفهم على ما هم فيه من حال؛ ولٰكنى لا أؤمن بالظروف فالناجحون فى هٰذه الدنيا أناس بحثوا عن الظروف التى يُريدونها ؛ فإذا لم يجدوها وضعوها بأنفسهم".
لذا، إذا لم تُتِح لك الظروف أو الخِيارات ما تسعى إليه، فكُن مرنًا وعدِّل من وسائل الوصول إلى هدفك. إن أمام الإنسان طريقين فى الحياة: إمّا أن يحيا منتظرًا الفرص والأحوال الملائمة لما يهدف إليه فى الحياة، وأعتقد أنه سينتظر كثيرًا فى عالم من الأحلام والأمنيات التى رسمها لنفسه وظلت حبيسة جدران أفكاره ولا وجود لها على أرض الواقع؛ وإمّا أن يتمرس على صنع الفرص والأحوال الملائمة من خلال تحمل مشقة التعب والعمل والبدائل غير المرضية له كاملًا؛ حتى يصنع النجاح لآماله وتُصبح حقيقة فى الحياة. ففى الطريق، حاول ألا تركز على ما تريده فقط؛ فلا تفقد قيمة ما هو بالحقيقة من حولك ولا تضيع فى عالم من الأحلام والأوهام. لذا، كُن مرنًا وتقبَّل الواقع وغيِّره وأنت تسير؛ لأنه كما يقولون: "الشخص المرن يعرف كيف يفكر بطريقة مختلفة؛ فإذا فكر بطريقة لا توصله إلى الطريق الذى يريده فإنه يفكر بطريقة مختلفة حتى يصل ويحقق ما يريد"، كذٰلك كلما ازدادت مرونة الإنسان، صار أكثر قوة وأقدر نجاحًا.
لا تدَع أحوال الحياة وأمورها تكسِر سفينة أحلامك فلا تصل إلى وِجهتها، بل تعلَّم كيف تُبحر وسْط العاصفة؛ فإن العواصف والرياح تصنع بحّارًا ماهرًا يصل إلى شاطئ النجاح. وعن الحياة ما زلنا نُبحر...
* الأسقف العام رئيس المركز الثقافى القبطى الأُرثوذكسى.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
مقال رائع كالعاده-لا شك المرونه تفتح ابواب كثيره للوصول للهدف ولكن عامل الزمن ياريت يسمح
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
سؤال مش في محله