أول شىء يترقبه الناس فى اليوم التالى بعد أداء الرئيس عبدالفتاح السيسى اليمين الدستورية، وتنصيبه رئيسًا للجمهورية رسميًا، هو حالة الشارع
والفوضى المرورية والعشوائية، والتواجد الأمنى، وهيبة الدولة التى اختار الشعب السيسى رئيسًا بأغلبية ساحقة من أجل استعادتها من جديد، وفرضها نفسيًا وواقعيًا فى الشارع المصرى الذى انتهكته واغتصبته على مدى السنوات الثلاث الماضية موجات الفوضى والبلطجة، وعدم الاستقرار..
هذه الأمور قد يراها البعض أمرًا هينًا على الرئيس الجديد والدولة الجديدة بمجرد تطبيق وتفعيل القانون بقوة وحسم، لكنها أمر عظيم لدى غالبية البسطاء الذين صوتوا للرئيس الجديد، والذين لا ينشدون فى الأيام الأولى للرئيس سوى إحساسهم بهيبة الدولة فى الشارع، وفى النظافة والمرور، والتزام الناس بالقانون، واحترامهم له، أو على الأقل يداخلهم شعور بقوة وحسم وهيبة الرئيس الجديد منذ اليوم الأول لتسلمه السلطة
ولأن الشىء بالشىء يذكر، فعقب 28 يناير 2011 ونزول الجيش إلى الشارع، وفرض حالة الطوارئ، وعودة الهدوء الوهمى إلى الشارع المصرى التزم الجميع بالتعليمات راضين وسعداء بالوضع الجديد، ورأينا كيف كانت حالة الشعب المصرى فى حرصه وخوفه على وطنه، ونزوله بعد اختفاء مؤسسات الدولة لتنظيم المرور، وتنظيف الشوارع والميادين
فى ظل معنويات مرتفعة وتفاؤل بالمستقبل، واستمر ذلك حتى تولى عصام شرف رئاسة الوزارة، والتراخى فى فرض هيبة الدولة، والتغافل عن تطبيق القانون، عندما قطع أهالى قنا خط السكك الحديد اعتراضًا على تولى مسيحى رئاسة المدينة.. كانت تلك اللحظة فاصلة فى انفراط عقد الدولة، وضياع هيبتها حتى وقت قريب، وربما حتى الآن.
الناس سوف تترقب الأيام والأسابيع، بل والشهور الأولى من حكم الرئيس السيسى، وبعدها تقرر كيفية التعامل معه، إما بإظهار «العين الحمرا» للقانون دون تجاوز، أو التعدى على الحريات والحقوق، وإما بفقدان الأمل فى كل شىء، وأن الحكم القادم لن يحقق شيئًا مادام لم يتمكن من فرض سيطرته على أشياء بديهية فى نظر الناس
وهى إعادة الانضباط والأمن والاستقرار للشارع المصرى بمجرد إبداء الجدية والحسم فى تطبيق القانون، وعدم التراجع عنه.
صدقونى.. الأيام والأسابيع والشهور الأولى للرئيس قد تبدو عند البعض هينة، لكنها عند بسطاء الشعب شىء عظيم، وعظيم جدًا.