المشهد الذى ظهر به الرئيس المخلوع مبارك، الذى أطيح به منذ أكثر من 3 أعوام، أثناء احتفال مريديه ومحبيه بعيد ميلاده الـ86 أمام مستشفى المعادى العسكرى، يؤكد أن شعب مصر ينقلب على نفسه كثيرًا، وأن الرجل الذى نجح هذا الشعب فى خلعه عاد نفس الشعب يشتاق إلى رؤيته، حيث وقف الآلاف من أتباعه ينتظر أن يخرج من شرفة حجرته بالمستشفى ليلوح بيديه، وهو ما حدث بالفعل، حيث خرج المخلوع مبارك 3 مرات من شرفة غرفته ليلوح إلى مريديه، وخلفه ظهرت زوجته العجوز سوزان ثابت ليلوح كلاهما وكأنهما مازالا هى وزوجها فى الحكم أو فى قصر الاتحادية، هذا المشهد يعكس حنين المخلوع للحكم وحنين البعض إلى هذا الرئيس الذى أذل شعبه لمدة 30 عاما حكم فيها البلاد والعباد بالحديد والنار، وهو ما جعلنى أستغرب طبيعة هذا الشعب الذى مازال يمثل لى لغزا حقيقيا، فمبارك الذى تسبب فى انهيار كل شىء فى مصر ووصلت العلاقة بينه وبين شعبه إلى أن الأغلبية كانت تكره ظهوره المتكرر فى وسائل الإعلام، وما حدث من فرحة عارمة فى الشارع المصرى عقب تنحى مبارك فى 11 فبراير 2011 يعكس هذه الكراهية لهذا الرئيس الذى كان لاينتوى أن يترشح لفترة رئاسية أخرى، ولكنه كان عازما أن يورث حكم مصر لابنه الأصغر جمال مبارك.
ولكن ما الذى حدث حتى يتحول المزاج العام من كراهيته لمبارك إلى عطف، ولن أبالغ إذا قلت إلى حب ورغبة فى مشاهدة مبارك، بل حنين إلى أيام حكمه، وهو ما ظهر فى احتفال الكثيريين بعيد ميلاد مبارك وظهور صوره وبيعها على الأرصفة مرة أخرى، بل وانتشار عبارة «ولا يوم من أيامك يا أبوعلاء». الحقيقة أن هناك ألف سبب لهذا الحنين لمبارك من هذا الشعب، ولكن السبب الذى أؤمن به أن هذا الشعب متقلب المزاج ولا يملك أى رؤية سياسية، فالأغلبية لا تملك سوى الهتاف والخروج فى هوجات عنيفة نجحت فى إسقاط رئيسين، ولكنها هدمت بلدا كاملا وأفرزت أسوأ ما فى هذا الشعب الذى لا أبالغ إذا قلت بأنه سيأتى اليوم الذى يشعر بالحنين إلى حكم الرئيس الفاشى المعزول محمد مرسى، وهو يعكس مدى جهل هذا الشعب الذى تحكمه عواطفه الفارغة ولا يملك سوى الكلام، أما فضيلة العمل والبناء فقد أصبحت من التراث المصرى الذى لم يعد له وجود.
عبد الفتاح عبد المنعم
أقوال جديدة فى الاحتفال بعيد ميلاد الرئيس المخلوع مبارك
الثلاثاء، 06 مايو 2014 12:01 م