التفكير فريضة إسلامية تزيد العقيدة قوة ورسوخا وقربا من جوهر الدين وفهما للمكنون منه قال الله تعالى «إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ » فأهل الفكر قريبون من آيات الله وفهم بعض أسرارها وهم الأكفاء لشرح هذه المعانى والأسرار للعامة والخاصة وقال سبحانه وتعالى «وَيَتَفَكَّرُون فى خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ» ومن بين أشهر أهل الفكر سيدنا إبراهيم عليه السلام الذى أثبت بالفكر لقومه أن عباده الأصنام هى عمل مناهض للفكر السليم الذى يفرق بين الإنسان وبين المخلوقات التى هى دونه. ولأنه عليه الصلاة والسلام من هذا الصف من الرجال فقد أصبح خليل الله سبحانه وتعالى.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «تفكَّروا فى الخَلْق، ولا تفكِّروا في الخالِق؛ فإنكم لا تقدرون قدره»، لأن الله سبحانه وتعالى فوق كل خيال وفكر ولكنه سبحانه وتعالى منّ علينا بأسمائه العظمى والحسنى وبصفاته المقدسه لكى نتقرب بها إليه ونتعرف على جانب من عظمته.
من ذكر الله سبحانه وتعالى وتواجد من ذكر الأسماء وتنسم بنسيم القرب من الله العزيز الكريم امتلأ قلبه بالشوق إلى النظر إلى وجهه الكريم مهما كان الثمن، والشوق عند أهل الحقيقة هو احتراق الأحشاء وتلهب القلوب وتقطع الجوارح عن الشهوات.
وقال سيدى العارف بالله سر السقطى إن الشوق هو أجل مقام للعارف. وقيل لأنه صلى الله عليه وسلم عندما قال وأسألك الشوق إلى لقائك فإن الشوق مائة جزء، تسعة وتسعون له عليه الصلاة والسلام والجزء الباقى للأمة مقسوم عليهم حسب مراتبهم. فهيا نذكر لنشتاق ونذوق معنى الحب الحقيقى.