جمال أسعد

الكنيسة والانتخابات الرئاسية

الثلاثاء، 06 مايو 2014 07:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من المعروف أنه ضمن الأسباب الرئيسية لهبة 30 يونيو وإسقاط حكم جماعة الإخوان أنهم قد استغلوا الدين لصالح السياسة، عازفين على أوتار العاطفة الدينية لدى المصريين، زاعمين أنهم حماة الإسلام وأصحاب المشروع الإسلامى الذى سيحافظ على الشريعة ويعمل على تطبيقها، ونتيجة لهذا الخلط المتعمد كانت مسطرة قياسهم لمن هم معهم أو من هم ضدهم أن الذين معهم هم مع الإسلام، ومن ضدهم هم ضد الإسلام، من المصريين سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وعلى هذه الأرضية وإعمالا لهذا الخلط الزائف فقد صوروا موقف المصريين المسيحيين من حكم الإخوان السياسى وكان الرفض لأسباب تاريخية وقناعات سياسية وممارسات اجتماعية أنه رفض للإسلام وللمشروع الإسلامى، حيث كانت تصريحات قياداتهم طوال عام حكمهم، والتى وصلت إلى ذروتها فى اعتصام رابعة تسعى للتحريض الطائفى ضد الأقباط مستغلين وجود البابا فى اجتماع 30 يونيو، فكانت أحداث 14 و16 أغسطس التى تم فيها حرق الكنائس والاعتداء على الأقباط وعلى ممتلكاتهم، فكان من الطبيعى أن ينص دستور 2014 على عدم قيام الأحزاب على أساس دينى حتى لا يتم خلط الدعوى بالسياسى، كما نص قانون انتخابات الرئاسة على عدم استغلال دور العبادة فى الدعاية الانتخابية، وعلى الجانب الكنسى فما لله لله وما لقيصر لقيصر، ومملكة السيد المسيح ليست من هذا العالم، كما أن ممارسات الكنيسة وتدخلها فى الشأن السياسى طوال عهد البابا شنودة تحت زعم وادعاء أنها تمثل الأقباط سياسيا قد أحدثت شرخا وفرزا طائفيا، مازال، وسنظل نعانى منه فى قابل الأيام، بل مازال الإخوان يستغلونه حتى الآن، والأهم هو محاولة كسر عزلة الأقباط وبداية عودتهم من هجرتهم إلى الكنيسة إلى الوطن بعد هبتى يناير ويونيو.. كل هذا وغيره كثير يحسم تدخل الكنيسة فى أى شأن سياسى البتة، ويجعل استملاح الكنيسة لهذا التدخل فى غير مصلحتها ولا مصلحة الوطن، وهذا ما يجب أن يعرفه أى نظام، ويجب أن يؤمن به أى حاكم قادم، ولكن للأسف الشديد هناك حالة خلط بين الدينى والسياسى، بل هناك إصرار على ذلك من الإخوان ومن معهم، وهذا طبيعى لأنها بضاعتهم، ومن حزب النور وذراعه الدعوية بقيادة السيد برهامى، آملين وراثة جماعة الإخوان، حتى نكرر الأخطاء وكأننا لا نتعلم، والغريب أن البابا تواضروس عند مجيئه قطع عهدا بألا يتدخل فى السياسة، فوجدناه يتدخل بغير خلفية ولا ثقافة سياسية متمثلا بالبابا شنودة الذى كان يملك الخبرة والثقافة السياسية التى كانت تجعله يحاول التدخل بشكل غير مباشر، وهنا قد وجدنا البابا يدعو جهارا نهارا بلا مواربة لانتخاب السيسى وجدنا الأنبا موسى وهو من عقلاء الكنيسة يجاهر ويدعو مباشرة لانتخاب السيسى، وجدنا الأنبا أرميا يحاول أن يلعب دورا بعد فشله فى الترشح للباباوية ويدعو لمؤتمر للسيسى فى المركز الثقافى القبطى، ما هذا يا سادة؟ هذا خطر حقيقى على الوطن بكامله، هذا إسقاط للدستور وإهدار للقانون، هذا إقحام للدينى لصالح السياسى، هذا إساءة لأعظم هبتين جماهيريتين للمصريين، هذا يعطى مبررا الإخوان ومن معهم، يبرر سلوكياتهم وخلطهم واستغلالهم للدين، هذا سيكون طريقا لقسمة الوطن، وإذا كان السيسى هو الشخصية الضرورة لمواجهة الظرف السياسى الراهن فبهذا السلوك أنتم تسيئون إليه وتعطون أعداءه السلاح الذى يحاربونه به، على الكنيسة ورجالها أن ترفع يدها عن هذه اللعبة الخطيرة، ومن يريد أن يلعب سياسة فعليه خلع زيه الدينى، لأن رجل الدين مثل الشرطة والجيش والقضاء لما لهم من تأثير، وهذا ليس فى صالح أحد، فلنعمل لصالح مصر وطن كل المصريين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة