شهدت الساحة الغنائية، منذ زمن الفن الجميل وحتى يومنا هذا، العديد من النماذج الغنائية لمطربين أشقاء، سواء فى مصر أو البلدان العربية الأخرى، بعضهم قرر أن ينافس ثم تراجع بعدها، حيث لم يحظ بإقبال جماهيرى يجعله على مقربة من منافسة شقيقه الذى سطع نجمه وأصبح من المشاهير، ومنهم من أخذته مشاغل الحياة بعيدا عن الساحة الغنائية ولم يكمل مشواره الفنى، وقرر العزوف عن فكرة الغناء مبكراً، وآخرون نجحوا فى أن يتواجدوا معاً ويحققوا نجاحات، حيث شق كل منهم طريقه الفنى بعيدا عن شقيقه، ولم يجمع بعضهم عمل واحد مشترك على مدار مشوارهم الفنى، وبعضهم تملكته الغيرة ورفض دخول شقيقه الساحة الغنائية ووقف حائلا أمامه:
السندريلا سعاد حسنى وشقيقتها الفنانة نجاة الصغيرة
سعاد حسنى ونجاة الصغيرة الشقيقتان من والد كردى سورى جاء إلى مصر فى عام 1912 وعمل خطاطا، حيث كان من أشهر الخطاطين الذين قاموا بكتابة الكروت الشخصية لشخصيات بارزة، ومنهم والد الملكة فريدة وكبار الوزراء، بدأت السندريلا مشوارها الفنى من خلال السينما، حيث قدمت أول عمل لها وهو "حسن ونعيمة" ويعد صاحب الفضل فى اكتشاف موهبتها الشاعر عبد الرحمن الخميسى، حيث أشركها فى مسرحيته هاملت لشكسبير فى دور أوليفيا، ثم ضمها المخرج هنرى بركات عام 1958 لطاقم فيلمه حسن ونعيمة فى دور نعيمة، ثم قدمت الكثير من الأفلام والمسلسلات الإذاعية، وقدمت خلالها السندريلا العديد من الأغنيات، ومنها "بمبى، بانو على أصلكوا، والدنيا ربيع، ويا واد يا تقيل"، وغيرها، وتوفيت السندريلا بعد مشوار طويل وحافل فى عالم الفن ولم تلتق شقيقتها فى أى عمل غنائى أو سينمائى طوال مشوارهما الفنى.
أما نجاة الصغيرة فبدأت مشوارها الفنى على النقيض، حيث شقت طريقها من خلال الغناء أولا، فمنذ طفولتها وهى تعشق الغناء، واكتشف موهبتها والدها الذى كان يهوى الموسيقى وعزف العود، وطلب من أخيها الملحن عز الدين حسنى أن يعلمها أغنيات أم كلثوم وهى فى السابعة من عمرها، وأطلقت أولى أغنياتها من ألحانه بعنوان "عايزة ألعب وأغنى" لتبدأ بعدها مشوارها الطويل الثرى بالفن الأصيل، والذى انطلق من أغنية "أوصفوا لى الحب"، والتى قدمها لها مأمون الشناوى ولحنها محمود الشريف، وتوالت نجاحاتها وسطع نجمها وتغنت من ألحان كبار الملحنين، ومنهم كمال الطويل وسيد مكاوى والموجى وبليغ.
وجالت نجاة بصوتها فى آذان وأفئدة جمهورها حتى أصبحت من مشاهير الغناء وسط تواجد عمالقة الطرب الأصيل فى ذلك الوقت، ومن أغنياتها "عيون القلب وأنا بعشق البحر، لا تكذبى، أسالك الرحيل، دوبنا يا حبايبنا"، كما اقتحمت نجاة عالم السينما وقدمت العديد من الأعمال، لينتهى مشوارها بالاعتزال والابتعاد عن عالم الفن والشهرة.
فريد الأطرش و أسمهان
من أبناء عائلة الـ"الأطرش" السورية الفنان فريد الأطرش وشقيقته أسمهان، وهما أميران من إحدى العائلات العريقة فى جبل العرب جنوب سوريا، وورث الشقيقان جمال الصوت من والدتهما الأميرة علياء حسين المنذر، وهى مطربة تمتعت بصوت جميل قادر على تأدية العتابا والميجانا، وهو لون غنائى معروف فى سوريا ولبنان والأردن وفلسطين.
كانت أسمهان تتمتع بصوت جميل وارتبطت بعلاقة قوية بشقيقها فريد، الذى أخذ بيديها إلى عالم الشهرة والنجومية، فى ظل وجود عمالقة الطرب فى ذلك الوقت، مثل كوكب الشرق أم كلثوم وليلى مراد.
وتعاون فريد الأطرش مع شقيقته وقدم لها عدداً من الألحان، وحققت شهرة واسعة ودخلت عالم السينما لتشارك شقيقها فريد فى أول أفلامها "انتصار الشباب" عام 1941 وتشاركا فى أغنيات الفيلم.
فريد الأطرش ومحمد القصبجى كانت لهما حصة كبيرة فى تلحين أغانى أسمهان الأكثر شهرة، ولكنها لم تحصر تعاملها مع ملحن واحد، مهما كان شأنه، فتعددت أسماء الملحنين الذين غنت لهم ألحانا خالدة أمثال: محمد عبد الوهاب، ورياض السنباطى.
.
العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ وشقيقه إسماعيل شبانة
إسماعيل شبانة هو الشقيق الأكبر للعندليب، كان يعمل مدرسا للموسيقى بالمعهد العالى للموسيقى، وهو الذى ألحق عبد الحليم حافظ بمعهد الموسيقى منذ صغره، وأنقذه من أيدى سيدات القرية اللاتى أردن أن يقتلنه لاعتقادهن أنه نذير شؤم بعد وفاة والدته بعد ولادته مباشرة، وكان الناصح الأمين لأخيه طوال حياته.
قدم إسماعيل عدداً من الأغنيات بالإذاعة المصرية، منها "يا سلام لو كنت تعرف، وقد إيه بافرح بقربك". أما السينما فشارك شبانة بصوته فقط فى فيلم "ظلمونى الناس"، وقام أيضاً بالبطولة الغنائية فى فيلم "سيد درويش"، واعتزل إسماعيل شبانة الغناء رغم جمال صوته بسبب شعبية أخيه التى طغت عليه، ولم يشترك مع شقيقة فى أى عمل غنائى أو سينمائى، ويعد إسماعيل شبانة مثالا فى التضحية والوفاء لأخيه.
محمد فوزى وهدى سلطان
محمد فوزى هو الشقيق الأكبر لهدى سلطان، وهو أول من خطا مشوار الغناء واقتحم عالم الفن فى العائلة، وكان فوزى يعشق الموسيقى وعزف العود، ورغم محاولة عائلته السيطرة عليه وإبعاده عن الغناء، إلا أنه أصر على ذلك وترك قريته ونزح إلى القاهرة، واقتنع والداه بموهبته بعد أن أصبح مشهورا ويتحدث عنه أهل القرية التى كانوا يعيشون بها، وهو صاحب الفضل على شقيقته هدى سلطان وكانت تربطه علاقة قوية بشقيقته الصغرى، تختلف عن باقى إخوته، وتعلمت منه الغناء وكانت تدندن بألحانه فى ظل غياب الوالدين المتشددين بطبيعتهما الريفية، حيث كانت تختلس ساعات قليلة داخل منزل العائلة لتدندن خلف ألحان شقيقها.
أصبح فوزى نجماً مشهوراً وقدم العديد من الأعمال السينمائية، واصطحب شقيقته هدى سلطان إلى بيته فى القاهرة وأجلسها مع كبار الشعراء والملحنين لتشق طريقها فى عالم الفن، ولكنها اهتمت أكثر بالتمثيل، وقدمت العديد من الأغنيات فى الأعمال فى السينما والدراما.
فيروز وهدى حداد
هدى حداد هى الشقيقة الصغرى للأسطورة فيروز، ارتبط اسمها بشقيقتها وأصبح ملاصقاً لها، ولازمت أختها الفنانة الكبيرة فيروز فى أعمالها الفنية، وإن اكتفت أحياناً بأدوار قصيرة، ولكن هذا لم يمنع أنها حققت لنفسها الكثير من المجد والشهرة التى تصاحب كل من غنى للرحابنة.
وحرصت فيروز على أن تقف بجوار شقيقتها وتعطيها مساحة مميزة من الغناء داخل الأعمال المسرحية التى جمعتهما معاً، وامتازت هدى بصوتها العذب، ولكن نجم هدى كان أقل من فيروز وظل فى المركز الثانى بعدها حتى اختفى تدريجياً، لتبقى فيروز أسطورة فى موقعها.
وديع الصافى
الفنان اللبنانى وديع الصافى أحد الفنانين الذين وقفوا بجوار أشقائهم ومساندتهم فى بداية مشوارهم الفنى، حيث عاون شقيقته هناء الصافى، التى كانت تمتع بصوت عذب ورنان، ولكنها بعد فترة قصيرة فضلت أن تدير ظهرها للفن وتلتفت إلى رسالتها كامرأة وربة منزل لترعى أولادها وزوجها.
وأيضا المطربة شادية وشقيقتها عفاف شاكر، التى شاركتها بطولة فيلم "بشرى خير"، وقدمت عدداً من الأغنيات فى بداية مشوارها الفنى، ولكنها اعتزلت مبكراً لضعف موهبتها وتزوجت من الفنان كمال الشناوى.
أما الفنان وليد توفيق وشقيقه توفيق توفيق، الذى فاجأ أخيه بالغناء، وقام بتسجيل عدد من الأغنيات وأحياء الحفلات الغنائية، ولكنه طمس حلمه بسبب النجاح الكبير الذى كان يتمتع به وليد توفيق وقتها فى جميع البلدان العربية.
وتعد عائلة الحجار الفنية أحد أبرز العائلات التى أخرجت مطربين كبار هما المطرب الكبير على الحجار الذى حقق نجاحات باهرة وضعته على قمة المطربين أصحاب الأصوات المميزة والفريدة، منذ انطلاق مشواره الفنى، وشقيقه أحمد الحجار الذى ترك الساحة الغنائية والمنافسة أمام شقيقه الذى خطف منه الأضواء، ولم يستطع أن يكمل مسيرة والده إبراهيم الحجار، الذى شكل فرقة الموسيقى العربية وقام بتدريس الموسيقى لطلبة المعهد العالى للموسيقى، وخرج العديد من المطربين والمطربات الكبار أمثال لطيفة، أنغام، مدحت صالح، نادية مصطفى.
أما الفنانة نانسى عجرم، والتى فوجئت بأخيها نبيل عجرم، الذى استغل شهرتها ونجاحها وقرر إقحام نفسه فى عالم الغناء، معتمداً على اسم شقيقته ومدت له يد العون وساعدته، ولم تقف فى طريقه وقدم كليبا غنائيا باسم "بياع الوفا"، ولكن موهبته الضعيفة لم تسعفه فى منافسه شقيقته.
بدأ مصطفى كامل حياته الفنية فى نهاية فترة الثمانينيات بكاتبة الأغنيات، وتعاون مع النجوم الكبار، ومنهم محمد منير، وفؤاد، هانى شاكر، وإيهاب توفيق، ثم اتجه للغناء وطرح الألبومات، وشقيقه الأصغر أحمد كامل الذى قدم عددا من الأغنيات، وشارك مصطفى فى غناء عدد من الأغنيات مثل "إزيك حبيبى وحرام نندم".
ويأتى الشقيقتان مى سليم، وميس حمدان، واللتان تجمعهما الموهبة وخفة الظل، وقدما العديد من الأغنيات، وسرعان ما حققتا شهرة واسعة وشاركا فى بطولة عدد من الأعمال السينمائية والدرامية، إلى جانب البرامج التلفزيونية.
ومؤخرا قامت الفنانة الأردنية ديانا كرزون بتقديم شقيقتها زين كرزون، التى تشبهها لدرجة كبيرة، لجمهورها من خلال كليب غنائى بعنوان "غزالى" جمعهما معاً، وكانت ديانا وعدت جمهورها بتقديم مفاجأة لهم فى كليبها الجديد، وهو ما جاء كدعاية منها ومساندة لشقيقتها للدخول إلى عالم الغناء.
بالصور.. مطربون وأشقاء.. "سعاد حسنى ونجاة" و"فريد الأطرش وأسمهان" ثنائيات لا تتكرر.. وفيروز ومحمد فوزى وهدى سلطان ووديع الصافى نجوم نافسوا إخوانهم.. ونانسى عجرم تساعد "نبيل" دون جدوى
الأربعاء، 07 مايو 2014 02:56 م
سعاد حسنى ونجاة الصغيرة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد سليمان
بدون تعليق