حوار المشير عبدالفتاح السيسى مع الإعلاميين إبراهيم عيسى ولميس الحديدى أشاع حالة من التفاؤل والأمل بإمكانية أن تنهض مصر من جديد وأن تتخلص من مجموعة المشكلات التى تقصم ظهرها وتقربها يوما بعد يوم من مصاف الدول الفاشلة الغارقة فى تخلفها.
لا أتوقف فقط فى هذا الحوار عند المشروعات التنموية العملاقة التى عرض لها المشير السيسى باعتبارها إحدى آليات حل أزماتنا المستحكمة فى البطالة والصحة والتعليم والإسكان والسياحة والمشروعات الصغيرة، ولا أتوقف أيضا أمام إعلان السيسى مقولات مضيئة من قبيل، ليس ترفا أن نعمل على كل الملفات بالتوازى، أو عار علينا أن نسمح بتوريث أبنائنا 1.7 تريليون جنيه ديونا، أو لا يجب أن يبقى المصريون غارقين فى العوز، ولكن أقف أساسا أمام الروح التى يبثها السيسى فى مشاهديه وعموم المصريين الذين اجتمعوا فى المقاهى وأمام الشاشات بالميادين يشاهدون ماذا يقول بطلهم القومى ومرشحهم المفضل.
السيسى قادر على تغيير مزاج المصريين من اليأس إلى التفاؤل، من التكاسل إلى العمل، من العمل الروتينى إلى الاجتهاد والابتكار والإبداع، من الالتزام بحدود الوظيفة إلى الإضافة لمحددات العمل من خارج الصندوق، الأمر الذى يعنى عودة الروح والوعى إلى المصريين بعد أن فقدوها مرة باليأس من التغيير أيام مبارك حتى انفصلوا عن السلطة الحاكمة تماما، ومرة ثانية بعد أن خدعهم الإخوان ومن لف لفهم بعد ثورة 25 يناير العظيمة التى امتلك فيها المصريون زمام المبادرة، وخاضوا مخاض التغيير ورفض الاستبداد ثم سرقت منهم الثورة بأيدى ألد أعدائها.
وبعد ثلاث سنوات أو أكثر من حلم التغيير والعدالة الاجتماعية والبناء من جديد على أرض نظيفة من الوحوش والفساد والبلطجية، انكفأ المصريون من الإجهاد ومن الكفر بتجار الشعارات الكذابين، وتجار الدين المخادعين، وبات بعضهم يحن إلى الجلادين القدامى، الذين صنعوا مناخا كاذبا من الأمن مقابل القمع، من الحياة مقابل الفتات! الآن السيسى يوقظ الأحلام كلها فى النفوس بعزيمة وإصرار وحماس ينتقل لصدقه ورغبته فى الإنجاز إلى نفوس العاملين معه، والسامعين له ليتحول إلى طاقة للإنجاز، وثقة فى النفس، وتطلع إلى المستقبل وتفاؤل صلب، وعزة نفس، فما الذى نحتاجه أكثر من ذلك لمشروع قومى شامل أساسه الإنسان وكرامته، وحقه فى العيش الرغد والمشاركة فى بناء بلده وحماية مستقبله.
السيسى يعرف أن الأرض تحتاج إلى جهد شاق لتحقيق قفزة تنموية تنتشلنا من الفقر، لكنه يعلم أيضا أن الإنسان المصرى يحتاج إلى بناء وترميم، يحتاج إلى استنهاض روحه النقية وإرادته الصلبة لمواجهة التحديات، بعد ان أمرضته الأنظمة الفاسدة المتتابعة، وبعد أن حرصت الإرادات الحاكمة فى الداخل والخارج على مدى السنوات الأربعين الماضية على تقزيمه، وإفقاده الثقة فى نفسه، وإبقائه أسير الفقر وقلة الحيلة، مجاهدا فقط للبحث عن لقمة العيش المغموسة بالدم!!
الآن، لم يعد المصرى مهانا معذبا محتاجا أسيرا مكبوتا مكبلا، ولم تعد ثورته عرضة للسرقة، وإعادة التوظيف لمواجهة أحلامه، الآن أصبح يحق للمواطن المصرى أن يرفع رأسه، وأن يتطلع إلى أحلامه المعلقة مع النجوم فيقطفها بيد ثابتة.
يارب ساعدنا ولا تخذلنا