استوقفتنى طويلاً تلك «الخصومة المصطنعة» بين ثورتى 25 يناير و30 يونيو، ولم يكن الأمر يتطلب ذكاءً خارقًا ليكتشف المرء أنها تصب لصالح الإخوان، ليقدموا أنفسهم كثوار رغم معرفة الجميع بأنهم رفضوها وكتاباتهم وتصريحاتهم موثقة، لكنهم منذ يوم 28 يناير وبعدما تأكدوا أن الحراك نجح، قفزوا عليها مستغلين أدوات التنظيم.
يقول البعض إن ما حدث فى 25 يناير كان مجرد مؤامرة استخدمت فيها واشنطن وحلفاؤها حركات شبابية وجماعة الإخوان، فمولتهم ودربتهم وهذا صحيح وثابت بالأدلة، لكن لنتمهل.. فتهيئة مناخ ساخط بشتى أنحاء مصر والتأييد الشعبى، كانت عوامل تتجاوز «حدود المؤامرة»، فقد كانت هناك حالة سخط من فساد واستبداد نظام مبارك وممارسات «شلة جمال» وغيرها، استغلها ووظفها بدهاء الذين خططوا للمؤامرة لينخرط فيها بحُسن نية ملايين المصريين.
واستمرار وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى زهاء 14 سنة، وفشل أجهزته حينذاك بإجهاض المؤامرة، لعب دورًا خطيرًا بإسقاط النظام، فلو استمر أحد أولياء الله الصالحين بمنصب وزير الداخلية كل هذه المدة غير المسبوقة فى تاريخ الوزارة، لفسد وترهلت المؤسسة الأمنية، لهذا كانت الرصاصة الأولى التى أطلقت على نظام مبارك من مسدس العادلى بقراره بسحب القوات المنهكة، جرت فى النيل مياه كثيرة، وحملت الأمواج المتلاطمة الرئيس الإخوانى محمد مرسى لقصر الاتحادية وسط ظروف مازال يكتنفها الغموض، ولعل «الحكمة الإلهية» شاءت حدوث ذلك، ليجرب المصريون الإخوان حين يحكمون، تدهورت الأمور على نحو يعرفه الجميع، فتحرك «نفس الشعب» الذى خرج فى 25 يناير ليثور ضد محاولات «أخونة مصر»، والعبث بهويتها الحضارية، وتجاوزت الحشود التى انطلقت بعفوية فى 30 يونيو كل التقديرات، أخذًا بالاعتبار أن هذه الثورة لم تلوثها أية مخططات ولا تملك أى سلطة حشدها كما يزعم الإخوان.
ونحن الآن على عتبات «الجمهورية الجديدة»، أحذر من الانزلاق لاختلاق قطيعة بين إرادة الشعب فى يناير ويونيو، فهذا «فخ إخوانى» خبيث، ولندع جانبًا «جوقة العملاء» الذين تكفل بهم القضاء، وفضحهم الشعب، ونحترم إرادة المصريين الذين انتفضوا فى 30 يونيو فى ثورة استردت إرادة الشعب ممن اختطفوها، وانحاز جيشنا الوطنى للإرادة الشعبية فى المرتين، وتعلمنا «درس التاريخ»، فلننظر للمستقبل لأن هناك تحديات جسام، تقتضى شراكة بين الشعب ومنظومة الحكم، وعلينا السعى لجمع شمل المصريين المهمومين بوطنهم، لنبذ الإخوان وعملائهم على كل الأصعدة.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
adam orana
يناير قضيه الفساد والفقر
عدد الردود 0
بواسطة:
مها
رئيس الثورة المضادة بكل ما تعنيه الكلمة
انظر حولك
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام محمود
يجب قتل جميع الخوارج لانهم خطر على الا سلام وجواسيس وكفره يا اخوان الشياطين
الاخوان المجرمين لعنة الله عليهم