المشهد المبهر والمدهش لحفل تنصيب المشير عبدالفتاح السيسى رئيس مصر المنتخب بالإجماع، يعيد الأذهان إلى عصور الملوك والرؤساء العظام، خاصة عصرى أمنحتب الثالث، وتحتمس الثالث، أعظم من جلس على عرش مصر قاطبة.
المشهد مساء أمس الأول الأحد، يدعو للفخر، بداية من وصول السيسى للمحكمة الدستورية ومرورا بالمراسم الرسمية فى قصر الاتحادية، وتفتيش استعراض حرس الشرف، ثم استقبال ضيوف مصر الكبار من الملوك والرؤساء، وختامها مسك فى الصورة المبهرة فى قصر القبة، وهى الصورة التى تفوقت على مثيلتها فى قصر الإليزيه الفرنسى.
هذا المشهد أعاد لمصر سمعتها ومكانتها وريادتها، كدولة تتمتع بحضارة متجذرة فى تاريخ الإنسانية عندما تعانقت فيه الألوان والفخامة وقيمة الحدث وقامة رجال مصر الحقيقيين، ما يؤكد أن مصر عادت بقوة لوجهها الجميل وأن قصورها نفضت غبار الجهل والتخلف الذى أسكنته فى دهاليزها جماعة إرهابية وظلامية.
قصور مصر التاريخية، أمس، كانت أسعد حالاً من المصريين «البنى آدمين» أنفسهم، فقد عانت من سلوك جماعة حولته إلى مقلب زبالة، ووضعت بداخله «حبال ومشابك» لينشروا عليها «غسيلهم المتسخ من ملابس بالية»، كما حولوا حجراته لغرف طعام الكشرى والكوارع القادمة من «المسمط».
قصر القبة الذى يضاهى بهاؤه أعتى القصور الفرنسية والإيطالية، بناه الخديوى إسماعيل لإقامة الاحتفالات الملكية، وألقى الملك فاروق به أولى خطبه عبر الإذاعة المصرية فى 8 مايو 1936، واحتفظ الملك فاروق بمجموعاته الخاصة فى القصر، التى تضم الطوابع والساعات والمجوهرات منها بيضة فيبرجيه Fabergé egg التى كانت تخص آخر قياصرة روسيا، إضافة إلى العديد من التحف النادرة، ومعظم هذه الأشياء تم بيعها فى مزاد علنى عام 1954 حضره مندوبون عن الملكة إليزابيث الثانية وأمير موناكو.
وبعد ثورة يوليو 1952، أصبح القصر أحد القصور الرئاسية الثلاث الرئيسية فى مصر، وفى يوم أسود من تاريخ مصر، دخل مرسى وجماعته القصر، وشهد لم يشهده فى تاريخه من كوارث، حتى استعاد مجده مساء أمس أول الأحد 8 يونيو 2014.