كتيبة من المناضلين بقيادة الشاعر يسرى حسان تأخذ على عاتقها منذ سنوات مسؤولية انتظام الصدور لجريدة «مسرحنا»، الجريدة المعنية بشؤون المسرح المصرى والعربى والعالمى، فى أحلك الظروف التى يمكن أن تصدر فيها جريدة ثقافية.
«مسرحنا» ليست جريدة ثقافية «كشكول» يمكن ملؤها فى ساعة زمن لإثبات حالة، كما يجرى الأمر عادة فى الصحف والمجلات التابعة للدولة وقطاعاتها الثقافية، وإنما هى جريدة معنية بالأساس بالمسرح، ولا توجه بتسليط الضوء على العروض والفرق المسرحية المهمشة فى الأقاليم، تلك التى كانت فى وقت من الأوقات عماد النهضة الثقافية المصرية وقلب قوتها الناعمة. الآن نعرف جميعا ما يعانيه المسرح المصرى، والفن المصرى والثقافة المصرية عموما، إلاّ أن المسرح تحديدا هو القاطرة فى أى تقدم ثقافى، وعليه تقاس نهضة البلاد، فإذا كان مزدهراً متنوعاً كانت البلاد ناهضة، والعكس صحيح كما نعيشه اليوم.. حالة من الانحطاط الثقافى والفنى وتراجع فى مفهوم الثقافة لدى عدة أجيال تعيش حالة العدمية العشوائية.
من هنا، كان لما يفعله يسرى حسان وكتيبته فى «مسرحنا» طعم النضال الوطنى، فقد حرصت الجريدة على استضافة أصغر الفرق المسرحية فى قصور وبيوت الثقافة من سيناء إلى حلايب وتعهدتها بالنقد والمتابعة وأبرزت عروضها الجيدة، جنبا إلى إلى جنب مع المتابعة الخبرية الأسبوعية لكل شؤون المسرح المصرى والعربى، الذى يبقى عشاق المسرح ومحترفيه وهواته على صلة وثيقة بالمهرجانات والفعاليات فى مصر والعالم العربى.
كما حرصت «مسرحنا» فى توجه محمود على نشر مسرحية مصرية أو عالمية أو مسرحيتين قصيرتين فى كل عدد، لتثرى بذلك المكتبة المسرحية بإصدارات متوالية يمكن فصلها عن الجريدة وجمعها فى المكتبة كمؤلفات منفصلة. هذا الجهد فى «مسرحنا» استمر رغم صعوبات عديدة فى التمويل والإصدار، ورغم ضعف الميزانية المخصصة للجريدة، ورغم حالة اللامبالاة حينا والعدوانية حينا آخر تجاه الفنون والآداب.
ما تقدمه «مسرحنا» يمكن البناء عليه خلال المرحلة المقبلة لإحياء قلب الثقافة المصرية، ممثلة فى الفرق المسرحية المرتبطة بهيئة قصور الثقافة ورعاية المهرجانات الخاصة بها حتى يعود للمسرح رواجه وللثقافة تأثيرها وللدولة قوتها الناعمة.