تأسس الحزب الوطنى الديمقراطى فى عام 1978 على يد الرئيس الراحل أنور السادات، بعد حل الاتحاد الاشتراكى العربى. وتولى الرئيس الراحل رئاسته حتى اغتياله 1981، ثم ترأسه الرئيس حسنى مبارك حتى عام 2011، ثم تم تغيير اسمه إلى الحزب الديمقراطى الجديد، بعد تولى طلعت السادات رئاسته فى 13 إبريل 2011 حتى تم حل الحزب نهائيًا بقرار من المحكمة الإدارية المصرية فى 16 إبريل 2011، بعدما كانت قد أحرقت معظم مقاره بما فيها المقر الرئيسى بالقاهرة مساء 28 يناير، إعلانًا بسقوط الحزب شعبيًا.
قيل إن عضوية الحزب تقترب من الثلاثة ملايين ونصف مليون عضو، والحقيقة وإن كان هذا الرقم مسجلاً بالفعل فى سجلات عضوية الحزب وملتزمون بدفع الاشتراكات الشهرية التى تتراوح ما بين 7 جنيهات و120 جنيهًا، حسب مكانة وموقع العضو فى الحزب، إلا أن الغالبية العظمى من هذه الأعداد لم يكن لها انتماء يذكر للحزب ولا لسياساته ولا منهجه، مع إننى أرى أن الحزب لم يكن له أية أيدلوجية أو بناء فكرى يقوم عليه أو ينادى به ويتربى عليها جيل بعد جيل من أبناء الحزب المزعومين.
لم يكن للحزب قواعد شعبية أو أية جماهيرية تذكر فى الشارع المصرى ولم يكن له كوادره التى تؤمن به، فالغالبية الكاسحة من أعضائه المسجلين انضموا إليه طمعًا فيما توفره هذه العضوية من مزايا، بدءًا من التوظيف فى الهيكل الحكومى مرورًا بالرغبة فى الترقى والتدرج الوظيفى وصولاً إلى ضمان نجاح الاستثمارات وتكوين الثروات. ونادرًا ما كان ينجح أحد أعضاء الحزب الوطنى فى أى انتخابات برلمانية بدون تزوير.
والحقيقة التى لا تحتاج إلى جهد، أن الحزب الوطنى كان مخترقًا فمعظم القائمين عليه فى القرى والأحياء والمدن كانوا سلفى الهوى أو ينتمون إلى الإخوان فكريًا. وعليه فالذين يزعمون أو يتوهمون أو يخوفوننا بعودة الحزب الوطنى أسألهم أى حزب تقصدون. كان حزبًا من خيال فهوى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة