سعيد الشحات

لاعبون فى سقوط شمال العراق

الخميس، 12 يونيو 2014 06:35 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سقط شمال العراق فى أيدى قوات «داعش»، والهدف حسب ما يراه بعض المحللين، قيام دولة «إسلامية» باقتطاع «الموصل وصلاح الدين والأنبار وديالى» فى العراق، وإضافتها إلى «دير الزور والرقة» فى سوريا، والحاصل أننا بين فكى الإرهاب والمخططات الخارجية، فلا يمكن بأى حال من الأحوال أن تفعل «داعش» فعلها فى العراق بعيدا عن جهات دولية وأجهزة استخباراتية عالمية، فمن يأتى بالسلاح إليها، ومن يسهل إدخاله؟ وما هى الجهة المستفيدة من تفجير المنطقة على هذا النحو لتنتهى إلى نتائج تسعى إليها هى؟

لا شىء يفصل بين ما يحدث فى «شمال العراق» وبين ما يحدث فى سوريا، وما يحدث فى ليبيا، والسيناريوهات السرية الأخرى لكل المنطقة حتى يتم تمزيقها إربا إربا، والانتهاء بها إلى حيث ما يريد الآخرون الذين يريدون إبقاء المنطقة مهللة ومخلخلة كى تستمر إسرائيل دون قلق يؤرق مضاجعها، وخطر سلاح يهدد وجودها.

هناك «لاعب نصف علنى» فى المشهد اسمه «إيران»، ذراعه طويلة فى «دمشق» و«بغداد» و«لبنان»، هذا اللاعب يقول: «أنا هنا، لن تشهد المنطقة استقرارا إلا بحضورنا»، والسؤال: ما هى حدود سقف المكاسب التى ستعود على هذا اللاعب المؤثر الذى يجلس ماسكا ببعض خيوط اللعبة بين يديه؟

اللاعبان الظاهران فى المشهد هما «داعش» الذى يعد طبعة جديدة للتنظيمات التكفيرية، تذكرنا بطبعة «طالبان» فى أفغانستان، واللاعب الثانى هو «الدولة» بهيبتها وقوتها ومركزيتها فى العراق وسوريا.

اللاعب الأول «داعش»، يجب عدم قصر الرؤية فى فهمه دون البحث عن أسئلة أساسية حول الأطراف الدولية التى تشجعه، هل أمريكا بمعزل عنه؟ هل هو بعيد عن قطر التى طمحت يوما أن تكون قمة المنطقة ولاعبها المؤثر، وحين تسرب هذا الحلم قررت أن تهدم رأس المعبد على الجميع؟

فلنتذكر أن الوثائق التى ظهرت بعد سقوط نظام «طالبان» كشفت أن أصابع المخابرات الأمريكية لم تكن بعيدة عن «طالبان» فى مسألة التوظيف حتى لو كان الأمر لم يكن يتم بشكل مباشر، وأن دولا عربية كانت تفتح أبوابها لها، وبعد حادث 11 سبتمبر ضد أمريكا ظهر المسكوت عنه.

أما اللاعب الثانى فهو حضور الدولة وغيابها فى العراق وسوريا، فى «العراق» نحن أمام دولة تمزقت، وتحولت إلى كيانات بمليشيات طائفية ورحم الله صدام حسين حتى لو كره الكارهون، وما يحدث فيها الآن هو الثمرة الطبيعية لما فعلته أمريكا فيها بمساعدة أطراف عربية وعملاء عراقيين، وفى سوريا تماسكت الدولة فاستطاعت الصمود، وأدار النظام معركته بمهارة بقلب المعادلة، من ثورة إلى حرب تكفيرية تدور على الأرض السورية تستهدف كيان الدولة وتقسيم الأرض، والمخزى أن دولا عربية ساهمت فى ذلك، وقدمت العون بالمال والعتاد باسم مناصرة الشعب السورى فى ثورته، ولما تبين أنها لا ثورة ولا يحزنون عادت إلى الخلف صامتة، وكأنها لم ترتكب ذنبا.

مصر لم تكن بعيدة عن هذه السيناريوهات المعدة، وما حدث فى سيناء شاهد، فتحية إلى الجيش المصرى الذى أفسدها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة