نعم.. صليت على النبى المصطفى اليوم وكل يوم، والحمد لله، كما يصلى عليه المسلمون عدة مرات فى اليوم الواحد منذ بعث الله محمدا قبل أكثر من 1400 عام.
إذن لا مشكلة عند المصريين مع الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم يوميا، فلماذا امتلأت مصر بهذا الملصق فى هذه الأيام تحديدا؟ هناك شىء ما غامض ومريب فى هذا الأمر، ففى كل مكان تجد الملصق إياه معلقا، مع ملاحظة أنه غير موقع من أية جهة أو أفراد أو مؤسسات أو تنظيمات؟
ترى.. من يخشى أن يوقع على هذا الملصق؟ ومن الذى تحمل نفقات طباعته وتوزيعه؟ وماذا يهدف بالضبط حين يوجه سؤالا دينيا بسيطا لا ضرورة له لأن كل الناس تصلى على النبى الكريم يوميا؟ ولماذا لا تعلن الجهة التى تتبناه عن نفسها؟ هل تخشى النظام وأجهزة الأمن؟ وهل من يسأل الناس عن الصلاة على النبى يهاب من شىء إلا إذا كان فى نفسه غرض مشبوه؟ ثم هل هناك علاقة بين رواج هذا الملصق وتسلم الرئيس عبدالفتاح السيسى منصبه رسميا بعد انتخابات حرة؟
أسئلة مشروعة ومحيرة، لكن انتشار هذا الملصق يعيد إلى الأذهان سلوك بعض الجماعات الدينية المتشددة التى كانت تسرف فى طباعة ملصقات صغيرة وتوزعها مجانا على الناس لتوضع على أبواب البيوت أو الجدران أو زجاج السيارات، وكأنها تريد أن تحصى عدد المصريين الذين يوافقون على وضع هذا الملصق، ليعرفوا كم من الناس سيقفون معهم فى أية انتخابات سياسية!
اللافت للانتباه أن الذين طرحوا السؤال البديهى.. هل صليت على النبى اليوم؟ لم يكلفوا أنفسهم أن يبتكروا سؤالا يحرض الناس على التفكير والعمل والانضباط، لأن الصلاة على النبى تحدث تلقائيًا ولا ضرورة للتذكير بها، وكان الأولى أن نحض الناس على العمل أو الالتزام بالقانون أو ما شابه.
إن الأموال التى صرفت على طباعة هذا الملصق وتوزيعه لم تنفق من أجل الرسول الكريم بكل أسف، بل بهدف سياسى غامض، وليت المسؤولين فى الحكومة يخبروننا بأصل الحكاية وفصلها!