سعيد الشحات

«نبيل فهمى».. وزير فى زمن العسر

الخميس، 19 يونيو 2014 06:43 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عادت مصر إلى الاتحاد الأفريقى بعد عام من تجميد عضويتها بعد ثورة 30 يونيو، وخرج نبيل فهمى من منصبه كوزير للخارجية بعد عام من شغله للموقع.

كان القرار الأفريقى نحو مصر متوقعا، أما قرار الاستغناء عن فهمى فجاء فى اللحظات الأخيرة دون سبب مفهوم، وفيما كان فى طريقه للسفر إلى الخارج، تم إبلاغه بالعودة من المطار، فتح ذلك باب الأسئلة حول كيف تم اختيار وزراء الحكومة الجديدة؟، وكيف يتم إبلاغ وزير ببقائه فى منصبه فيواصل عمله، ثم فجأة يجد نفسه خارج التشكيل؟.
الفرحة بالقرار الأفريقى تستوجب ذكر «فهمى» الذى قاد الدبلوماسية المصرية فى فترة صعبة، شهدت سد أبواب دولية كثيرة أمام مصر بعد ثورة 30 يونيو، وجرى فيها ترويج لمفهوم خاطئ بأن ما حدث فى مصر انقلاب وليس ثورة، ولأن المسؤول الذى يأتى فى وقت العسر هو الذى تحسب له الإنجازات التى تنقلنا إلى مرحلة اليسر، فمن الطبيعى أن نذكر «فهمى» كمسؤول فى «زمن العسر» بعد فتح الأبواب الدولية من جديد أمام مصر من إفريقيا إلى أوربا إلى أمريكا، وهذا المعيار يمتد إلى أى مسؤول شارك فى هذه المرحلة، ثم ترك منصبه بعد أن اقتحم ملفه بكل جهد.

فى الجهود التى قادت إلى العودة لأفريقيا، قام نبيل فهمى بزيارات كثيرة إلى أفريقيا بعد إهمال طويل لها، وربما يرى البعض أن ذلك كان مما أملته الظروف بعد ثورة 30 يونيو وتجميد عضوية مصر فى اتحادها، لكن ماذا سيكون الأمر لو صادف هذا التجميد وجود وزير للخارجية يسير بوزارته بطريقة بيروقراطية، ويرى فى الانتماء لقارته مجرد تحصيل حاصل، كما كان يحدث فى زمن مبارك، حيث كانت النظرة إلى أفريقيا تسير وفقا لنهج عبر عنه أحمد أبوالغيط آخر وزير خارجية فى زمن مبارك بقوله: «على قد لحافك مد رجليك»، فى تبرير منه للدبلوماسية العرجاء التى كانت متبعة نحو القارة السمراء، ومع أول أزمة حقيقية فى العلاقة بين مصر والقارة متمثلة فى أزمة سد النهضة بإثيوبيا حصدنا ترهل زمن مبارك، وقصور نظره فى فهم حتمية العلاقة التاريخية والأبدية بدول القارة، الذى تلاه عبط نظرة حكم محمد مرسى فى التعامل مع أفريقيا.

صحيح أن قرار إعادة مصر إلى الاتحاد الأفريقى هو فى المقام الأول انتصار لإرادة الشعب المصرى الذى صمم على المضى قدما فى خريطة الطريق التى وضعها بفعل 30 يونيو، وحصاد لجهود أجهزة مصرية عملت فى صمت من أجل تصحيح ما حدث، لكن لو لم يكن عموم المشهد يشمل على دبلوماسية نشيطة، لتأخر قطف ثمار هذه الخريطة، ويسرى ذلك أيضا على باقى الأطراف الدولية.

ومع وجود وزير جديد للخارجية هو السفير سامح شكرى، نأمل أن يجعل قرار الاتحاد الأفريقى مفتتحا لرؤية جديدة لتعامل مصر مع أفريقيا، صحيح أن نشاط وزارة الخارجية هو انعكاس طبيعى لرؤية سياسية شاملة، تحدد أولوياتنا فى الانتماء لدوائرنا السياسية الخارجية، لكن حتى مع وجود هذه الرؤية دون وجود دبلوماسية نشيطة تترجم تلك الأولويات على الأرض، فسوف يكون الحصاد بطيئا.

تحية إلى وزير الخارجية السابق نبيل فهمى، وكل التمنيات بالتوفيق للوزير الجديد سامح شكرى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة