كريم عبد السلام

موسم الهجوم على حزب النور

الخميس، 19 يونيو 2014 11:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أدرى سببًا لموجة الهجوم الحالية على حزب النور السلفى، فالحزب شريك أساسى فى ثورة 30 يونيو، وانحاز فى وقت عصيب للمصلحة الوطنية العليا، رغم الضغوط مما يعرف بتحالف دعم الإخوان، ومن قواعده الشعبية فى الشارع حتى ينجرف إلى معسكر المزايدين، أو دعاة العنف وحمل السلاح فى وجه السلطة الانتقالية المعبرة عن الثورة.

هذا الموقف الوطنى لحزب النور يجعله شريكًا قد نختلف معه فى التوجه السياسى، وفى ترتيب أولويات المرحلة، لكن هذا الاختلاف يجب ألا يصل إلى ما يشبه الإقصاء أو الاستبعاد من الحياة السياسية، كما يجب ألا تترك قيادات الحزب بمفردها تواجه انفجار قواعدها، أو انشقاقها عنها لتكوين كيانات متطرفة حزبية كانت أو تحت الأرض.

أقول ذلك فى معرض إعلان العديد من التحالفات قيد التشكيل الآن استبعاد حزب النور من أى مفاوضات، وتركه وحيدًا فى الساحة السياسية لينزاح تدريجيًا إلى خانة اليمين المتطرف، وبمناسبة الضغط الذى يمارس على الحزب ليتولى وحده احتواء قرار وزير الأوقاف بمنع شيوخ السلفية من الخطابة، وإغلاق آلاف الزوايا التابعة لشيوخ الدعوة السلفية.

المسألتان السابقتان شديدتا الأهمية بالنسبة لمستقبل حزب نريده شريكًا فى العملية السياسية، ولا نريده مثل جبل الجليد قمة ظاهرة تشارك فى اللعبة السياسية المشروطة، وهيكل ضخم غاطس فى مياه التطرف والمقاومة العنيفة للدولة.

لذا، ومن أجل المصلحة الوطنية وحدها، يجب احتواء حزب النور فى تكتل وطنى سياسى قابل للحياة، والمنافسة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، حتى يستطيع بمفرده حل العقبات التى تواجه تمثيله فى البرلمان، مثل كوتة المرأة والأقباط، دون أن ينفجر داخليًا.

أيضًا، من الأصوب منح كبار مشايخ السلف تصاريح الخطابة فى المساجد من وزارة الأوقاف، والسماح ببعض الزوايا فى القرى والنجوع تحت إشراف الوزارة، مع وضع ميثاق للدعوة والخطابة يلتزم به الجميع، فما يضيرنا من منع مشايخ السلف، وإغلاق الزوايا بقرار «قراقوش» الآن أكثر كثيرًا من السماح لهم بصعود المنابر، والدعوة إلى الله بالموعظة الحسنة.

ذلك أجدى للم شمل فئات المجتمع، وفرز المواطنين الصالحين عن الفاسدين المفسدين، وسد الذرائع على من فى قلوبهم مرض، وعلى ألسنتهم ما لا يبطنون، وأنفع لشد أزر الدولة الناهضة من كبوتها، ومحاولات تفتيت نسيجها الاجتماعى، والله أعلم.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة