الأحزاب عندنا موجودة فى الفضائيات والصحف ولا وجود لها فى الشارع، لها مقرات وانتخابات ويتحدث القائمون عليها فى المواسم عن أهمية وجود تحالف قوى، ويوجد أيضا حزب غامض اسمه شباب الثورة احتكر رموزه الحديث باسمها، هم يشعرون بالخطر عندما يحسم غير الحزبيين أى استحقاق، تم إقرار الدستور والانتخابات الرئاسية بعيدا عنهم، ويفكرون الآن معا فى الانتخابات البرلمانية التى يتخوفون فيها من سيطرة الفلول وحزب النور، هم يعتبرون نسبة الـ%20 المخصصة للقوائم مؤامرة ضدهم، لم يفكروا فى الشارع الذى يمنح الأصوات، الأحزاب المدنية كان لها دور رمزى إيجابى فى 30 يونيو، واعتقدت أنها بهذا الدور ينبغى أن تشارك فى السلطة، وهذا لن يحدث لأن تاريخ معظم هذه الأحزاب غير مقنع، ولأنك مضطر لإقناع الناخب بك وببرنامجك إذا كان عندك برنامج. الأحزاب اليمينية متشابهة ويشعرك خطابها بأننا أوروبيون. اليسارية كل أعضائها مفكرون وقادة وتآكلت قواعدها بسبب التعالى على المطالب البسيطة للعمال والفلاحين والمسنين.
ملامح البرلمان المقبل لن تختلف كثيرا عن برلمان ما قبل يناير، لأن النخبة انشغلت بالتنظير والوجاهة، ستتم صناعة معارضة «بناءة» تشبه المعارضة، لأن الإجماع الذى جاء بالمشير السيسى لن يسمح بأكثر من ذلك، نواياه الحسنة وطموحه وثقته فى الذين انتخبوه ستجعل البرلمان المقبل حارسا له، لست ضد أى شخص يترشح وينجح، ونسبة الـ%20 كافية للأحزاب التى لا يريد مرشحوها النزول فرادى بين الناس، اليمين لن يترك البرلمان هذه المرة، لأن أفكار العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص ومجانية التعليم والعلاج من وجهة نظرهم غير مربحة.