المصريون الوطنيون الحقيقيون لا يمكن أن ينسوا، أو يتناسوا من وقف معهم وساندهم ودعمهم بكل قوة، خاصة، فى المعارك والمواقف المصيرية، وفى مواجهة الأمواج العاتية، والرياح الشديدة.
هيبة مصر، عالية وشامخة، ولا يمكن أن تهزها خسارة مباراة كرة قدم من منتخب دولة صغيرة، أو حصولها على قرض من دول شقيقة، أو مقابلة رئيسها لملك دولة فى طائرته التى حطت فى مطار القاهرة.
الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين، لا ينكر موقفه عقب ثورة 30 يونيو إلا جاحد، ومراهق سياسياً، وعاجز فكرياً، وشديد الأمية فى قراءة المشهد، فالبيان الذى ألقاه بعد ثورة 30 يونيو، كان بمثابة العبور الثانى بعد عبور مصر الأول فى حرب أكتوبر 1973.
مصر بعد 30 يونيو، مرت بأصعب مرحلة من مراحل تاريخها، فاقت نكسة 1967، وذلك لثلاثة أمور مهمة:
الأول: أنها تواجه عدوا يسكن أحشاءها من جماعات متطرفة وإرهابية، تعمل بكل قوة على تدمير وتقطيع شرايينها وأمعائها.
الثانى: مواجهة أعداء فى الخارج بدأوا فى تجهيز سكاكينهم، لتقطيع أواصل الدولة المصرية، وتفتيتها، فى إطار مخطط التقسيم لكل دول المنطقة.
الثالث: شبح الإفلاس الذى كانت تعانى منه بمرارة وقسوة «الخزينة العامة للدولة».
بيان ملك السعودية، كان بمثابة الحصن المنيع والقوى، الذى أحبط كل هذه المخططات، ثم زاد بدعم مالى ضخم لانتشال البلاد من شبح الإفلاس، والدخول فى الأنفاق المظلمة، بجانب إسراعه بمجرد فوز السيسى فى انتخابات الرئاسة، بدعوة الدول المانحة لسرعة الاجتماع لبحث مساعدة مصر.
وإلى الذين انتقدوا زيارة الملك عبدالله ولقائه بالرئيس السيسى داخل الطائرة الملكية، إنما يؤكد عجزا صارخا فى الفهم، وإنكارا مقيتا للمواقف الكبيرة والعظيمة.
القارئ الجيد للمشهد، يرى فى زيارة الملك عبدالله لمصر، أمرا إيجابيا وعظيم الاحترام، فالرجل رغم مرضه الشديد، وكبر سنه، أبى أن يترك الفرصة وهو عائد من رحلة النقاهة، إلا أن يقف فى مطار القاهرة لدقائق ليهنئ «السيسى» بفوزه بالانتخابات الرئاسية، وهى إشارة رائعة ومهمة فى هذا التوقيت.