توصلت باحثة بالمركز القومى للبحوث فى مصر إلى اكتشاف يقود مستقبلا إلى إنتاج دواء يقضى على دودة "الفاشيولا" الكبدية، مصدره التربة المصرية.
وفى تصريحات خاصة لمراسل الأناضول، قالت إيمان وهبة الباحثة فى قسم كيمياء المنتجات الطبيعية والميكروبية بالمركز، إن اكتشافها يقوم على عزل نوع من البكتريا من التربة المصرية، واستخدام أنزيمات تفرزها تلك البكتريا فى مهاجمة دودة "الفاشيولا الكبدية" فى مرحلة "البيض"، قبل أن تتحول إلى "يرقة" ثم دودة.
وأوضحت وهبة أن البكتريا تسمى "استربتو مايست"، وهى نوع من البكتريا المعزولة من التربة المصرية، وتم تنميتها على أوساط غذائية، ومثل الإنسان عندما يتغذى على أطعمة يفرز جسمه إنزيمات طبيعية تساعد فى عملية الهضم، فإن البكتريا تنتج أنزيمات عند تنميتها على أوساط غذائية، وهذه الأنزيمات ثبت أنها لها دور فى القضاء على "الفاشيولا" فى مرحلة "البيض"، حيث تذيب جدار البيضة وتقضى على الجنين.
ويعد الاكتشاف مقدمة لإنتاج الدواء الذى يأخذ عدة مراحل، تعددها الباحثة وهى "التطبيق على فئران التجارب"، ثم "التجربة على حيوانات أكبر"، فـ"تسجيل براءة اختراع"، ثم "الحصول على البراءة"، لينتقل بعد ذلك إلى مرحلة أخرى وهى "التجربة على متطوعين من البشر" تحت إشراف طبى كامل، وبعد ذلك يتم إنتاج الدواء.
وحول الجديد الذى يمكن أن يقدمه هذا الاختراع، أضافت: "من حين لآخر تفقد الأدوية فعاليتها مع قيام الفيروسات والأمراض بالتكيف مع الأدوية مع استمرار استخدامها، وهو ما يبطل مفعولها، وتكون هناك حاجة لإنتاج أدوية جديدة".
وتعد دودة "الفاشيولا" الكبدية من أخطر ما يصيب الكبد، وتشهد مصر من حين لآخر اكتشاف بؤر للمرض، أقربها ثلاث بؤر فى محافظة دمياط أوائل شهر يونيو الجارى، وتصيب تلك الدودة الماشية، وتنتقل إلى الإنسان، وتعد سببا رئيسيا لمرض التليف الكبدى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة